فرض الاحتلال الإسرائيلي إجراءات أمنية ضخمة أمس الأحد، بهدف تأمين مسيرة الأعلام الاستيطانية، وذلك في المناسبة العبرية المعروفة بيوم "توحيد القدس"؛ ما يكشف مزاعم سيادته على المدينة المقدسة.
وحشدت سلطات الاحتلال قوات عسكرية كبيرة لتأمين المسيرة، التي لم تستغرق ساعات، في محاولة لإظهار السيادة الإسرائيلية على مدينة القدس المحتلة، واستدعت ثلاث سرايا من وحدات الاحتياط بالجيش، إلى جانب وضع مجمل قوات الاحتياط في حالة تأهب فورية.
ودفعت الحشود المقدسية التي تصدت للاحتلال والمستوطنين، إلى خلق حالة من الرعب في أوساط صناع القرار لدى الاحتلال، ما جعلهم يقررون مشاركة مئات العناصر الأمنية من الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية وجهاز الشاباك في الإجراءات الأمنية لتأمين المسيرة الاستيطانية.
ووضع الاحتلال الإسرائيلي كافة التشكيلات العسكرية والأمنية على أهبة الاستعداد، ورفع حالة الطوارئ إلى الدرجة الرابعة، وهي الدرجة التي تسبق حالة الحرب.
وشارك أكثر من ثلاثة آلاف جندي ومقاتل من حرس الحدود التابعين لقوات الاحتلال، في تأمين مسيرة الأعلام والفعاليات الاستيطانية التي جرت أمس الأحد.
وفي القدس وحدها، جنّد الاحتلال 3000 عنصر إضافي، وثلاثة ألوية من حرس الحدود (4000 جندي)، إلى جانب مئات العناصر الأمنية بلباس مدني، وإقامة حواجز وكمائن أمنية ودوريات عسكرية في المداخل الرئيسية وداخل البلدة القديمة، ومعدات وإجراءت أمنية، لتأمين مسار المسيرة.
وجهز الاحتلال عناصره بميكروفونات لتوجيه المشاركين بحال أطلقت المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة صواريخها خلال المسيرة، ودفع بالآلاف من جنوده لإقامة منطقة عازلة بين المستوطنين المشاركين بالمسيرن ومحيط مسارها الفلسطيني.
وتزامنا مع مسيرة الأعلام، استدعت قوات الاحتلال عددا كبيرا من جنود الاحتياط ليكونوا على أهبة الاستعداد لتفجر الأوضاع في الضفة الغربية، إضافة إلى استنفار الأجهزة الأمنية والاستخبارتية وتنفيذ حملات اعتقال ضد الفلسطينيين.
قامت قوات الاحتلال بتحريك الآليات العسكرية والفرق والمعدات العسكرية، لمواجهة أعمال المقاومة التي انتشرت في أكثر من 190 نقطة مواجهة في الضفة الغربية، وفرضت إجراءات أمنية مشددة على طول جدار الفصل العنصري، خشية من تسلل مقاومين.
وتكبد الاحتلال الإسرائيلي في إجراءاته واستعدادته الأمنية الضخمة، لتأمين مسيرة الأعلام، تكلفة مادية باهظة تقدر بمئات الملايين من الشواكل.
ولم تشفع هذه الإجراءات الأمنية الواسعة والتكلفة المادية الكبيرة، في تحقيق هدف الاحتلال الإسرائيلي بفرض سيادته على مدينة القدس المحتلة، إذ أن فلسطينيي الداخل المحتل عبّروا عن تمسكهم بقضيتهم الوطنية من خلال رفعهم العلم الفلسطيني، وتصديهم بصدورهم وثباتهم أمام قطعان المستوطنين.
وتصدى المرابطون في المسجد الأقصى أمس الأحد، لاقتحامات المستوطنين، ورفعوا العلم الفلسطيني ردًا على رفع أعلام الاحتلال في المسجد، وواجهوا الاقتحامات بالتكبير والتهليل، وأدوا صلاة الضحى لساعات طويلة.
كما وشهدت عدة نقاط في الضفة الغربية مواجهات مع قوات الاحتلال، تزامنا مع اقتحامات المستوطنين وتنظيمهم مسيرة الأعلام في مدينة القدس المحتلة.
وأشادت حركة “حماس”، بالمرابطين وتصدّيهم لاقتحامات المستوطنين، ومقارعتهم مسيرة الأعلام الاستيطانية، داعية أهالي الضفة الغربية إلى مزيد من الاشتباك مع المحتل، وإلى مقاومته بكل الوسائل ورفع كلفة جرائمه بحق شعبنا ومقدساتنا حتى دحره عن أرضنا وتطهيرها من دنسه.