باتت أمنية الموظف في السلطة الفلسطينية هشام أبو عيسى أن لا يعلن عن موعد الرواتب عبر وسائل الإعلام، حتى لا يبدأ هاتفه بالرنين من أصحاب "الديون" طالبين دفعتهم من الراتب الذي جاء متأخرا كالعادة . ويقول هشام لـمراسل "[color=red]شبكة فلسطين الآن[/color]" لا يبقى من راتبي إلا الفتات القليل، فمن جهة يبدأ البنك بخصم الدفعات الإجبارية وما عليها من فوائد بدل كفالته للسيارة التي اشتريتها بالتقسيط قبل عام، وما يبقى يكون للدائنين الذين يسارعون للاتصال طلبا لما تبقى منه سدا لأثمان الغذاء والدواء . ويضيف أنه بات يحلم أن يحتفظ براتب كامل ولو لأيام، لكن ما يجري بات واقعا يتعامل معه على مبدأ " خبي قرشك الأبيض لليوم الأسود"، قائلا بتهكم " لم يبقى قرش أبيض بل كل الأيام سوداء" . وزاد أبو عيسى قوله " مبدأ التقشف في منازل الموظفين بات سياسة يومية وليس سنوية أو في حالات الطوارئ، متسائلا عن مصير مئات آلاف الملايين التي يقال أنها تصل ومصيرها ؟! " . نصف الراتب لكن الموظف عبد الحكيم الياسيني يقول أنه أوفر حظا من معظم الموظفين في الراتب، وعندما سألناه عن السبب، قال : أنا وزوجتي موظفين بالتالي في أسوأ الأحوال نجمع راتب كامل، وقطع الحديث بضحكة ثم أكمل : " زملائي يحسدونني أني أجمع راتب كامل بين نصف راتبي والنصف الاخر من راتب زوجتي" . ويقول أنه يسد رمقه لأيام لكنه لا يبقى بتاتا لأخر الشهر، أو حسب موعد نزوله أصلا، لكنه سرعان ما يتوزع على أصحاب المحلات التي نضطر للدين منها، أو بدل فواتير اتصالات وكهرباء ومياه . ويرى أن الحل في زيادة التوفير مطلوب من نفس حكومة الضفة بوقف فرض الضرائب على كل صغيرة وكبيرة بنسب عالية جدا ، وخاصة على الموظفين حتى يبقى لهم جزء يسير من الراتب، وإعفاؤهم من الفواتير ، مادام الراتب غير منتظم أو شبه منعدم كما هو الحال هذه الأيام . ويطالب الياسيني بأن يتم تحويل نسبة أكبر من ميزانية الأمن والاجهزة في السلطة للقطاعات الهامة، مثل الصحة والتعليم، التي لا تعطى أهمية على حساب الاخرى وهو أمر مجحف. وكشف أنه وزوجته يجلسون مع كل "قبضة" ويضعون خطة كاملة للتغلب على نقص الراتب للسداد، وغالبا كما يقول " ما تفشل" .