نقلت صحيفة "الأيام" المحلية، اليوم السبت، عن مصدر مطلع في حركة "حماس"، قوله: "إن بثّ كتائب الشهيد عز الدين القسام، الذراع العسكرية للحركة، لمقطع فيديو مصور لأحد الجنود الإسرائيليين الأسرى لديها، الأسبوع الماضي، لا يعني على الإطلاق تنازلها عن الحد الأدنى من مطالبها وشروطها لإبرام صفقة تبادل أسرى مع الاحتلال".
وأضاف المصدر: "كتائب القسام" لن تقبل بأقل من الإفراج عن جميع الأسرى من أصحاب المؤبدات والأحكام العالية والأطفال والنساء والأسرى المرضى مهما كان عددهم، مقابل إفراجها عن أربعة جنود إسرائيليين تحتفظ بهم منذ أسرهم في عامَي 2014 و2015"
وبيّن، أن الحركة تلقت اتصالات من جهات مختلفة عقب بثها للشريط المصور للجندي الإسرائيلي هشام السيد، الثلاثاء الماضي، و"لكنها تظل اتصالات استطلاعية".
وأوضح المصدر نفسه أن "كتائب القسام" لها القول الفصل في هذه القضية، ولديها القدرات والإمكانات للضغط على الاحتلال لإبرام صفقة مشرفة على غرار صفقة وفاء الأحرار "شاليط"، التي أبرمت بوساطة مصرية وأجنبية في العام 2011، وأفرج بموجبها الاحتلال عن أكثر من ألف أسير مقابل إفراج "القسام" عن الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط، التي أسرته في العام 2006 في عملية مشتركة نفذتها مع عدد من الفصائل المسلحة شرق مدينة خان يونس.
وأكد المصدر نفسه أن "الاحتلال يعلم جيداً أنه لا يستطيع تجاهل مطالب القسام، ولا يمكنه استعادة جنوده الأسرى مهما عظمت قدراته العسكرية والاستخباراتية، إلا من خلال صفقة تبادل ينفذ خلالها شروط المقاومة".
وأوضح: "الاحتلال فشل عشرات المرات خلال الثماني سنوات الماضية التي مرت على أسر جنوده في تحقيق نجاح استخباراتي أو عسكري على الأرض لمعرفة مصير أو أماكن جنوده، رغم الجهود العسكرية والأمنية المضنية التي يبذلها على مدار الساعة، ولذلك لا بد له من أن ينصاع لمطالب المقاومة".
وقال: إن "حماس" تدرك أن قادة الاحتلال قد يستغلون حالة الفراغ السياسي في إسرائيل للتنصل من إمكانية الانخراط في مفاوضات غير مباشرة لإبرام صفقة تبادل، ولكنهم في النهاية سينصاعون لإرادة المقاومة بعد أن يتأكدوا من فشلهم الاستخباراتي والعسكري.
وتحتفظ "القسام" بأربعة جنود إسرائيليين أسرى لديها، اثنان منهم أسرتهم خلال معارك طاحنة شهدها قطاع غزة في حرب العام 2014، وهما الجندي شاؤول آرون والضابط هدار غولدن، بالإضافة إلى الجندي من أصل إثيوبي إبرا منغستو والذي اعتقلته خلال اجتيازه للحدود الشمالية للقطاع مع الأراضي المحتلة في شهر أيلول العام 2014، وكذلك الجندي هشام السيد الذي اعتقلته في ظرف منفصل في شهر نيسان العام 2015.