25.52°القدس
25.06°رام الله
25.53°الخليل
25.72°غزة
25.52° القدس
رام الله25.06°
الخليل25.53°
غزة25.72°
الثلاثاء 15 أكتوبر 2024
4.92جنيه إسترليني
5.32دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.11يورو
3.77دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.92
دينار أردني5.32
جنيه مصري0.08
يورو4.11
دولار أمريكي3.77

خبر: سيناريوهات الخروج من الأزمة

لدينا سيناريوهات ثلاثة للمشهد الحالي وتطوراته المحتملة في مصر نحتاج إلى تأملها والتفكير في مآلاتها المستقبلية بحيث يمكن الحكم عليها إن كان هذا السيناريو هو الأفضل أو هو الأسوأ أو أنه الأقل سوءًا، السيناريو الأول هو أن يستمر الوضع الحالي على ما هو عليه، تواصل جبهة الإنقاذ وأحزابها والأحزاب الأخرى المحسوبة على النظام القديم في تحريك الشارع وإثارة الفوضى وحفلات تعذيب الوطن اليومية أو الأسبوعية في ميدان التحرير والاتحادية وميادين المحافظات الأخرى والتي تتطور الأمور فيها بسرعة ويتم استهداف مباني المحافظات ومديريات الأمن بصورة ملحوظة، بالمقابل يستمر تجاهل الرئيس مرسي لهذه التطورات والامتناع عن التقدم بأي مبادرة يمكن أن تفسر بأنها تنازل والاعتماد على جهود المؤسسات الأمنية لحماية مؤسسات الدولة حتى يحين موعد انتخابات البرلمان فيتم استكمال المؤسسات الديمقراطية ويكون الواقع قد فرض نفسه على الجميع كما حدث في الاستفتاء الدستوري والإعلانات السابقة. هذا السيناريو يراهن فيه كلا الطرفين على الوقت بأن يكون لصالحه، الرئيس يراهن على إمكانية أن يسخط الشعب من جبهة الإنقاذ وتوتيرها للأجواء أو يقع الانقسام داخل الجبهة أو أن تنجح بعض الجهود التي تدار حاليًا بعيدًا عن الأنظار مع قوى لها حضور شعبي، مثل ألتراس أهلاوي وبعض رجال أعمال النظام القديم الفاعلين في الساحة حاليًا، بما يضعف قدرة الجبهة على الاستمرار في الاحتجاجات ويجعلها ترضخ في النهاية للأمر الواقع، والجبهة من جانبها تراهن على أن هذا الغضب الشعبي المتزايد والقلق وفوضى الشارع تشل قدرة الرئيس على أن يتخذ أي قرارات ذات أهمية في الملف الداخلي، كما تعزز من الأزمة الاقتصادية الخانقة والتي تضع الدولة على حافة الإفلاس وبالتالي ستتضاعف ثورة الشارع بانضمام كتل شعبية وعمالية جديدة لها وربما ضغط مؤسسات الدولة الصلبة على الرئيس لاتخاذ قرارات سياسية مؤلمة تنقذ البلاد من المصير الأسود، كما تلوح الجبهة بانسحاب جميع أحزابها من الانتخابات المقبلة بما يجعل البرلمان أشبه بنادٍ سياسي للإسلاميين ويفقد شرعيته كممثل عن الوطن كله وبالتالي يستمر مسلسل الشارع والضغط فيه، السيناريو الثاني أن تتخذ قوى إسلامية من الإخوان وحلفائهم قرارًا بالنزول إلى الشارع لمواجهة مسيرات الغضب المعارضة وتحجيم الانفلات وحماية مؤسسات الدولة تخفيفًا للعبء عن المؤسسة الأمنية التي لا يمكنها تحمل فاتورة دم عالية تحت أي مبرر. وهذا السيناريو قريب التحقق إذا وصلت الاحتجاجات إلى مرحلة الخطر بأن يتم الاستيلاء بالفعل على منشآت رسمية أو تهديد جديّ لقصر الاتحادية أو نحو ذلك، وهناك تهديدات علنية الآن من كلا الطرفين بهذا السيناريو حدثت الأيام القليلة الماضية، وهذا السيناريو يراهن فيه الإسلاميون على حضورهم القوي في الشارع وقدرتهم على الحشد، وأنهم في موقف الدفاع عن الشرعية وهو ما يمنحهم قوة أخلاقية في التحرك بالشارع، غير أن الخطير في هذا السيناريو أنه يفتح الباب أمام فوضى أخطر من السابقة، لأن نزول الإسلاميين سيعني المواجهة العنيفة المحتومة مع التجمعات الشعبية للأحزاب والقوى الأخرى في الشوارع والميادين، وفي أجواء العنف والشحن الحالية فإنك لا يمكن أن تتحاشى استخدام السلاح من أي طرف، حتى لو كان طرف غامض ثالث تسلل لتفجير المواجهة وتحويلها إلى نزاع مسلح في الشوارع يعطي انطباعًا بأن مصر في حالة احتراب أهلي. وهذا السيناريو الكابوسي سيعني الشلل الكامل للاقتصاد الوطني وتعطيل عمل الدولة وظهور دولة الميليشيات من كل اتجاه وسقوط دولة القانون، إضافة إلى أن المؤسسة العسكرية يستحيل أن تقف في موقف المتفرج على قتال الشعب لبعضه البعض، وبالتالي فالسيناريو الذي تكلم عنه بعض القادة العسكريين السابقين هذا الأسبوع يصبح مطروحًا، بأن يتدخل الجيش بعزل الرئيس وحل الأحزاب وتعليق العمل بالدستور وربما القيام بحملة اعتقالات ممنهجة لكوادر من كل الاتجاهات، أيًا كانت فاتورة هذا الحسم، لأنها في النهاية ستكون أقل من فاتورة الحرب الأهلية، وسيكون تدخل الجيش وقتها له شرعية سياسية دولية ومحلية بوصفه إنقاذًا لمصر من التفتت. هناك سيناريو ثالث ربما يكون هو الأقرب إلى المعقولية، وهو سيناريو فتح بابه بشكل أساس حزب النور الذراع السياسية للدعوة السلفية بمبادرته التي تصلح أرضية للحوار يؤخذ منها ويترك، وحزب البناء والتنمية الذراع السياسية للجماعة الإسلامية الذي قدم مبادرة سياسية مهمة جدًا بإدخال شباب الثورة على قوائمه الانتخابية، بيد أن هذا السيناريو يحتاج إلى بعض التفصيل،... وللحديث بقية.