حذر مسؤول أمني إسرائيلي سابق، من حالة "الفوضى السياسية" وخطورتها على الحرب التي تشنها "إسرائيل" ضد إيران، حيث يجري بناء رد أمني وعسكري وسياسي على التهديدات الإيرانية.
وأوضح الجنرال عاموس جلعاد، رئيس معهد السياسة والاستراتيجية في المركز متعدد المجالات في هرتسيليا، في مقال له بصحيفة "يديعوت أحرنوت" العبرية، أن "القصة من خلف كشف السفن الإيرانية الأربع في البحر الأحمر ليست التهديد الحالي علينا - هذا حدث قبل بضعة أشهر - بل قصة المعركة كلها حيال مسارات العمل الإيرانية ضد إسرائيل".
مسارات العمل
ورأى أن "كشف هذه السفن أثناء فترة انتخابات جديدة، هو جزء أيضا من أسباب القلق في الجانب الإسرائيلي، علما بأن هذه السفن هي جزء من صورة التهديد الإيراني المتعاظم، على خلفية الرؤية الإيرانية لإبادة إسرائيل".
ولفت الجنرال، إلى أن هناك تشكيكا كبيرا في هذه الرؤية، لكن تعزى لصالح جهاز الاستخبارات الإسرائيلي القدرة على رسم خريطة النوايا الإيرانية وتصميم النظام في طهران على توظيف مقدرات هائلة في بناء القدرات لتحقيق ما يريد، بالتوازي مع بناء مكانة إيران كإمبراطورية إقليمية".
وذكر أن "إيران نجحت في أن تبني منظومة متعددة الأذرع في غاية الخطورة على الأمن القومي لإسرائيل، وهي تتباهى بإنجازها في تطوير منظومات سلاح، تدفع إلى الأمام بطموحاتها بعيدة الأثر"، موضحا أن هناك "ثلاثة مسارات مركزية سجلت فيها إيران تقدما مبهرا، الأول: المسار الباليستي؛ أي الحزام الناري المحتمل على إسرائيل من إيران نفسها ومن قواعد تبنيها في دول مثل لبنان وسوريا واليمن، وبقدر ما العراق، ويدور الحديث عن صواريخ بحجوم هائلة، نحو 150 ألفا في لبنان فقط، وهذه تستهدف منحها قوة هائلة".
والمسار الثاني: هو "المسار النووي؛ فإيران هي بمثابة دولة حافة نووية، يمكنها أن تخصب اليورانيوم بمستوى عسكري تبعا لقرارها فقط، وبحسب ما هو معروف، فليس لإيران بعد سلاح نووي، بمعنى قنبلة نووية في رأس صاروخ عملياتي يمكن إطلاقه".
وأما المسار الثالث؛ فهو "العمليات والسايبر؛ فإيران تستخدم بين الحين والآخر قوتها من خلال تنفيذ أعمال مختلفة؛ هجمات طائرات مسيرة، وتطوير قدرات عسكرية في مجال السايبر الهجومي".
قدرات هجومية
وفي ظل هذا الواقع، رأى جلعاد أهمية أن تقوم تل أبيب بعدة أعمال لمواجهة مسارات إيران الثلاثة، منها "بناء متسارع لقدرتها العسكرية، بما يمنع إيران من الوصول لسلاح نووي، وحتى الآن نجحت إسرائيل في عمل ذلك، فالسلاح النووي في يد إيران من شأنه أن يصبح تهديدا وجوديا، بل يوقظ سباق تسلح نووي سيمس بالصورة الردعية الهائلة لإسرائيل".
وأضافت: "إلى جانب ذلك، على إسرائيل أن تدفع قدما في بناء نوع من منظومة الدفاع في قيادة الولايات المتحدة، والتي هي كفيلة حتى بأن تتعزز بعد زيارة الرئيس جو بايدن إلى المنطقة"، مشددا على أهمية "التنسيق مع الولايات المتحدة، فهو حيوي ولا بديل له، فحتى لو كانت للجيش الإسرائيلي قدرات هجومية مستقلة تجاه إيران، فإنه لا يمكن تصور استخدامها دون تنسيق استراتيجي مع واشنطن".
وأشار الجنرال، إلى أن "اختبار النتيجة؛ هو الذي بموجبه يجب أن تختبر كل يوم الأعمال الإسرائيلية العامة، تلك التي تتبنى إسرائيل المسؤولية عنها، والأخرى التي تعزى لها، وهذا اختبار بسيط؛ بأي قدر نقترب من إضعاف التهديد الإيراني".
وأكد أن "الانجرار البشع لإسرائيل نحو حملة انتخابات إضافية، مع فوضى سياسية، يتناقض تناقضا صارخا مع الحاجة لحكومة قوية تعنى ببناء الرد المتداخل – العسكري، السياسي، الأمني الاستخباري، على التهديد الإيراني؛ فلا يعقل أن يكون النظام في إيران مستقرا، وفي إسرائيل توجد خصومات بشعة تنتزع من القيادة الطاقة التي تحتاجها".
وأشار رئيس معهد السياسة والاستراتيجية، إلى أن الطريقة "الوقحة" التي جرى فيها تعيين رئيس أركان الجيش الإسرائيلي وطريقة إجراء الانتخابات.. كل ذلك "مثير للحفيظة"، منبها إلى أهمية وجود "قيادة مستقرة للجيش، تعنى ليل نهار ببناء القوة وبالإشراف على النشاط العسكري المتنوع".
واستهجن "التصريحات المقرفة، منفلتة العقال" الصادرة عن جنرالات مجربين يأتون من صفوف هيئة الأركان، بعضهم مرشح لرئاسة الأركان، لافتا إلى وجوب العمل على "إعادة الاستقرار والسماح ببناء القدرة، في ظل استغلال الفرصة النادرة لخلق حلف استراتيجي مع دول عربية بقيادة الولايات المتحدة".