قال نادي الأسير، إن عمليات الاعتقال بحق 45 معتقلا وعائلاتهم في بلدة سلواد شمال شرق رام الله رافقها عمليات تنكيل وترهيب وعنف عالٍ بحقّ المعتقلين وعائلاتهم، في إطار جريمة العقاب الجماعيّ التي تنتهجها سلطات الاحتلال الإسرائيليّ، كسياسة ثابتة.
وأوضح نادي الأسير، في بيان، صدر اليوم الأحد، أنّ حجم الخسارة التي نتجت جرّاء عمليات التخريب التي طالت المنازل ومرافق في البلدة، بلغت نحو ربع مليون شيقل (هذه النسبة تقديرية استنادًا إلى روايات العائلات).
وأشار إلى أن سلواد واجهت عمليات اعتقال ممنهجة تصاعدت مؤخرا مع تصاعد المواجهة مع الاحتلال، واستشهاد الفتى محمد عبد الله حامد برصاص الاحتلال في الخامس والعشرين من حزيران/ يونيو 2022.
ونوه إلى أن حملات الاعتقال طالت في غضون أقل من شهر نحو 45 حالة اعتقال، من بينهم أكثر من 30 حالة جرى اعتقالها يوم السادس من تموز/ يوليو 2022، أفرج عن مجموعة منهم، فيما تم تحويل تسعة منهم إلى الاعتقال الإداريّ، ولا يزال جزء منهم رهنّ التّحقيق في "عوفر" حتىّ اليوم، ومنهم من صدر بحقّه أمر منع من لقاء المحامي.
وتمكّن نادي الأسير من رصد شهادات لمجموعة من العائلات التي تعرضت لعمليات التّنكيل خلال حملة الاعتقال، التي نُفّذت يوم السادس من تموز/ يوليو 2022، وبعدها، على النحو التالي:
في شهادة لوالد المعتقلين سالم محمد عجارمة (27 عاما) وسامح (24 عاما)، قال "إنّ قوة من جيش الاحتلال اقتحمت منزليّ نجليه في تاريخ 11 تموز/ يوليو 2022، الساعة الخامسة فجرًا، وخلعوا الأبواب خلال الاقتحام، وكسروا الأثاث، وخربوا مقتنيات منزليّ نجليه".
وحسب والدهما، فقد قام الجنود باحتجاز عائلة نجله سامح (طفلاه وزوجته) في غرفة، واستمروا بعمليات التفتيش والتخريب في المنزل، وتعرض سامح للتحقيق داخل المنزل قبل اعتقاله، ولم يسمحوا له ولشقيقه بتبديل ملابسهما قبل الاعتقال"، علمًا أنهما لا يزالان في مركز تحقيق "عوفر"، وقد تم تمديد اعتقالهما حتّى اليوم الخميس المقبل، وقد صدر أمر منع من لقاء المحامي بحقهما.
وفي شهادة لشقيق المعتقل عمار لطفي نمر (37 عاما)، أكّد أنّ قوات الاحتلال اقتحمت منزله الساعة 3:30 فجر يوم السادس من تموز/ يوليو 2022، ضمن حملة اعتقالات واسعة نفّذتها قوات الاحتلال بحقّ أهالي البلدة، وطالت يومها أكثر من 30 معتقلا، خلالها نفّذت عمليات تفتيش واسعة، وخربت مقتنيات المنزل، وتعرض عمار للضرب من قبل جنود الاحتلال، ما أدى إلى إصابته بكسر في قدمه، وأجبره على السير مسافة طويلة، وعلى إثرها نُقل إلى مستشفى "هداسا" الإسرائيليّ." وقد جرى تحويله إلى الاعتقال الإداريّ لمدة أربعة أشهر.
وفي شهادة لوالد المعتقلين محمد زاهر حمّاد (21 عاما)، وجهاد زاهر حمّاد (23 عاما) "أنّ قوات الاحتلال اقتحمت منزل العائلة الساعة 3:30 فجراً، وأقدموا على قطع التيار الكهربائي عن منطقة سكن العائلة، وقاموا بعمليات تخريب، وتفتيش واسعة، وهددوا العائلة بالسلاح، وإطلاق النار المباشر، بمن فيهم الأطفال، وحدثت مواجهة بين والد المعتقلين والجنود، وتم تهديده بإطلاق النار عليه، وذلك قبل الانسحاب من المنزل واعتقال نجليه. "وقد تم تحويل المعتقلين حمّاد إلى الاعتقال الإداريّ لمدة 4 أشهر علما أنهما أسيران سابقان".
وفي شهادة أخرى لوالد المعتقل محمد شاهر حمّاد (18 عاما ونصف العام)، "أنّ قوات الاحتلال قامت باقتحام المنزل فجرا، وطالبت من العائلة الخروج عبر مكبرات الصوت، واستخدموا بحقّهم قنابل الصوت، والغاز، والكلاب البوليسية داخل المنزل الذي كان يتواجد فيه من ضمن أفراد العائلة طفلتين إحداهما تبلغ من العمر عام، وأخرى 3 سنوات، وقاموا بمهاجمة والدته والطفلتين، وإرهابهن، والاستمرار بالتهديد حتى خروجهم من المنزل واعتقال محمد، ولم يسمحوا له بارتداء ملابسه." علمًا أنّه حتّى اليوم يقبع في مركز تحقيق "عوفر".
يشار إلى أنّ بلدة سلواد من البلدات التي تشهد عمليات اعتقال مستمرة وممنهجة من قبل الاحتلال، تحديدًا في الفترات التي تتصاعد فيها المواجهة مع الاحتلال، عدا عن كونها منطقة تماس مع جنود الاحتلال والمستوطنين، وقد استشهد منها منذ مطلع العام الجاري شاب وفتى، وهما: عمر محمد عليان، ومحمد عبد الله حامد.
يُشار إلى أنّ عدد الأسرى المحكومين بالسّجن المؤبد مدى الحياة من بلدة سلواد 12 أسيرا.