11.68°القدس
11.44°رام الله
10.53°الخليل
15.41°غزة
11.68° القدس
رام الله11.44°
الخليل10.53°
غزة15.41°
الخميس 26 ديسمبر 2024
4.58جنيه إسترليني
5.15دينار أردني
0.07جنيه مصري
3.81يورو
3.65دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.58
دينار أردني5.15
جنيه مصري0.07
يورو3.81
دولار أمريكي3.65

خبر: الأصابع العابثة!

أصابع أجهزة المخابرات الإسرائيلية والأميركية والعربية أشد ما تكون عبثا في تفاصيل المشهد المصري الراهن في إطار مخطط متكامل الأدوار يستهدف إحباط التجربة الإخوانية الحاكمة وإسقاط آمال الربيع العربي. من العجب العجاب أن تستمع إلى خفّة وسطحية بعض المثقفين والمراقبين والسياسيين حين يضعون الربيع العربي في خانة المؤامرة الأميركية لتقسيم المنطقة وإعادة تشكيل خرائطها من جديد، فها هي الإدارة الأميركية ومعها إسرائيل وبعض أجهزة المخابرات العربية تلعب لعبتها الكبرى في مصر لتخريب إنجازات ثورتها المباركة وإفشال الحالة الإسلامية الجديدة عبر تفجير الأزمات المصطنعة في وجهها بشكل دائم ومتواصل. الحقيقة المرّة أن مصر تعيش اليوم أضخم هجمة استخبارية في العصر الحديث، فقد أضحت مرتعا خصبا للأصابع الاستخبارية العابثة المجرمة التي تستغل اليوم انحطاط المعارضة وحال الفوضى السياسية والميدانية لتأجيج الفتنة، وتكريس الخلافات والانقسامات، وتعميق الاتجاه نحو التدمير والتخريب، بما يقود إلى إحراق مصر الثورة والدولة والشعب في نهاية المطاف. الحديث عن تدخلات المخابرات الإسرائيلية والأميركية وسواها من المخابرات الغربية ليس جديدا، فهؤلاء معادون فطريون لمشروع النهوض العروبي والإسلامي، لكن الحديث الأكثر إيلاما يكمن في جريمة تدخل بعض أجهزة المخابرات العربية الخليجية لقلب الطاولة في وجه الإسلاميين، وبالتالي قطع الطريق على رياح الربيع الثوري من الهبوب على ديار النفط المسكونة بالتفرد والاستبداد. والأدهى أن هذه الجريمة العربية بحق الشقيقة الكبرى وخياراتها الديمقراطية باتت مفضوحة، وأن مراهنات بعض الأنظمة على سقوط الخيار المصري الحر تبدو عالية، ما يبرر موضوعيا إقدام هذه الأنظمة على ضخّ المليارات في خانة مشروع إسقاط الرئيس مرسي وحكم الإخوان، عبر توظيف دمى المعارضة السياسية والحزبية الساقطة شعبيا، وشراء ذمم الكثير من الفضائيات ووسائل الإعلام المصرية المعادية المحسوبة على التيار العلماني. للمخابرات الأميركية والإسرائيلية أزلامها بين صفوف المعارضة المصرية، وللمخابرات العربية -أيضا- أدواتها التي يسهل تحريكها والتلاعب بها بفعل تكوينها النفسي المتجرد من الأسس القيمية والنواظم الأخلاقية، فيما يبدو استقطاب وسائل الإعلام بمثابة "تحصيل" حاصل بحكم انحيازها التقليدي لنظام المخلوع مبارك وكرهها المزمن للمشروع الإسلامي. لا تدري المخابرات الإسرائيلية والأميركية والعربية وغيرها أن مكرها العظيم إلى بوار، وأن مخططاتها الكبرى إلى خسران بإذن الله، وأن مرحلة المخاض التي تعيشها مصر والأمة قد تؤلمها كثيرا إلا أنها ستجتاز وعثاءها ومِحَنها بقدرة الله، وحينها ستدق ساعة الحساب، وسيذهب الزبد جفاءً، ولن يبقى ويمكث في الأرض إلا ما ينفع الناس ويخدم مصالحهم ومستقبل أوطانهم.