أعلنت مصادر أميركية، الثلاثاء، مقتل زعيم القاعدة أيمن الظواهري في غارة جوية استهدفت مقر إقامته بالعاصمة الأفغانية كابول، نهاية الأسبوع الماضي.
وبحسب "رويترز"، نفذت وكالة المخابرات المركزية الأميركية هجوما في كابول بأفغانستان نهاية الأسبوع، وهو أول هجوم أميركي معروف منذ سقوط أفغانستان العام الماضي بأيدي طالبان.
واعتبر مراقبون مقتل الظواهري داخل أفغانستان، دليلا قاطعا على الصلات القوية التي تربط حركة طالبان وتنظيم القاعدة، حيث تقدم الأولى دعما ورعاية كاملة لقيادات القاعدة.
وبحسب رئيس المركز الأوروبي للإرهاب والاستخبارات، جاسم محمد، يأتي الإعلان عن مقتل الظواهري داخل الأراضي الأفغانية كمؤشر جديد على الدعم الذي تحظى به قيادات القاعدة لدى حركة طالبان، والتي تحكم في أفغانستان منذ عام تقريبا.
وقال محمد في تصريح لموقع"سكاي نيوز عربية": إن الظواهري كان يحظى بحماية حركة طالبان، التي وفرت له حماية كاملة خلال السنوات الماضية، وسمحت له بالظهور في عدد من التسجيلات الصوتية والمرئية.
ووفق محمد فقد أرادت الولايات المتحدة من خلال هذه العملية أن ترسل برسالة قوية لحركة طالبان مفادها أن " تكف عن تقديم الدعم لقيادات القاعدة، وتسلّم المطلوبين لديها ولا توفر لهم الحماية مستقبلا".
من جانبه، يرى الباحث المصري المختص بالإرهاب والحركات المسلحة، أحمد سلطان، أن عملية استهداف الظواهري داخل أفغانستان تؤكد المعلومات التي تحدثت عنها مرارا عدة تقارير حول التنسيق المباشر والكبير بين قيادات تنظيم القاعدة وحركة طالبان على مدار السنوات الماضية.
وفي تصريح لموقع"سكاي نيوز عربية"، قال سلطان إن أبرز هذه التقارير التي تحدثت عن العلاقة بين طالبان والقاعدة، صدر مؤخرا عن الفريق التحليلي لمجلس الأمن الدولي، وحذر بشكل كبير من استمرار الدعم المتبادل بين طالبان والقاعدة.
وفي قراءته لعملية الاستهداف رجح سلطان أن طالبان قد أرادت التخلص من الظواهري بسبب خلافات معه جرى الحديث عنها مؤخرا، مشيرا إلى أن العملية تمت بناء على وشاية من داخل طالبان إلى الولايات المتحدة عن مقر إقامة الظواهري.
وحول أبرز المرشحين لخلافة الظواهري يرى سلطان أن "القيادي سيف العدل محمد صلاح الدين زيدان، يظل المرشح الأبرز لخلافته، يليه أبو عبد الرحمن المغربي"، مشيرا إلى أن الحركة تُدار في الوقت الراهن من لجنة تسمى لجنة حطين.