شهدت أجواء الأرض أمس الجمعة حدثين نادرين دون صلة بينهما، حيث أصيب 1200 شخص بجروح وسط روسيا جراء انفجار نيزكي، بينما مر كويكب يبلغ حجمه نصف مساحة ملعب كرة قدم على مسافة أقرب إلى الأرض من مرور أي جسم معروف آخر بنفس حجمه. وقال مراسل رويترز في مدينة تشيليابينسك الصناعية وسط روسيا "إن الأهالي سمعوا دويا كالانفجار وشاهدوا أضواء مبهرة أثناء توجههم إلى أعمالهم، ثم تلا ذلك وقوع موجة اهتزازية". وذكرت وكالة الفضاء الروسية أن وابلا نيزكيا كان يسير بسرعة 30 كيلومترا في الثانية ترك ذيلا طويلا من الأدخنة البيضاء، أمكن رؤيتها من على بعد 200 كيلومتر، وتم تشكيل مجموعات للبحث عن بقايا النيازك التي انهالت على الأرض. وتسبب الحادث بتهشم زجاج النوافذ وتعطل شبكات الهاتف المحمول، كما صرح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بأن بعض المؤسسات الصناعية توقفت عن العمل، إضافة إلى تعطل البنية التحتية الاجتماعية كتوقف رياض الأطفال والمدارس. وأضاف في تصريح تلفزيوني "قبل كل شيء من الضروري أن نفكر في كيفية مساعدة الناس وألا نكتفي بالتفكير في ذلك فحسب بل يجب القيام به على الفور"، وأمر بوتين وزير الطوارئ فلاديمير بوشكوف بمساعدة المتضررين. وقالت وزارة الطوارئ "إن نحو 1200 شخص أصيبوا، بينهم ما لا يقل عن 200 طفل"، وأوضحت أن أغلب الإصابات نتجت عن شظايا زجاجية، دون أن تشير إلى حدوث أي وفيات. وعلى الصعيد المادي، قال محافظ مقاطعة تشيليابينسك ميخائيل يوريفيتش "إن حجم الأضرار تجاوز المليار روبل (أكثر من 33 مليون دولار)"، وتقدر بعض التقارير أن الأضرار لحقت بحوالي 3000 مبنى، إضافة إلى 3 محطات لتوزيع الغاز. [title]كويكب ضخم[/title] في غضون ذلك، مر كويكب يحمل اسم "2012 دي أي" بقرب الأرض الجمعة عند الساعة 2:24 صباحا بتوقيت شرق الولايات المتحدة (19:24 بتوقيت غرينتش)، وذلك على ارتفاع 27520 كيلومترا فوق الأرض، وبسرعة 13 كيلومترا في الثانية، ليكون أقرب إلينا من الأقمار الصناعية الخاصة بشبكات التلفزيون والطقس التي تدور حول الأرض. ورغم أن الكويكب الذي تبلغ مساحته نحو نصف مساحة ملعب كرة القدم هو أكبر جسم معروف بهذا الحجم يمر بهذا القرب من الأرض. وأكد العلماء قبل مروره أنه ليس هناك أي احتمال لاصطدامه بنا، علما بأن ارتطامه كان سيحدث أثرا -في حال وقوعه- يعادل انفجار 2.4 مليون طن من الديناميت أي مئات القنابل النووية من نوع قنبلة هيروشيما. وقال عالم الفلك دونالد يومانز من مختبر الدفع النفاث التابع لوكالة الطيران والفضاء الأميركية "ناسا" في ولاية كاليفورنيا "إن الكويكب يتبع حاليا مدار الأرض السنوي حول الشمس، ولكن بعد مواجهة الأرض اليوم سوف يتغير مساره". ومثل الكويكب للعلماء فرصة نادرة -وإن كانت قصيرة- لدراسة كويكب عن قرب ومحاولة تحديد المعادن التي يحتويها، وقد تكون محل اهتمام علمي وتجاري أيضا. ويذكر أن مسؤولا بوزارة روسية قال إن الوابل النيزكي الذي حدث في روسيا هو حدث نادر للغاية مشيرا إلى احتمال ارتباطه بمرور الكويكب، لكن وكالة الفضاء الأوروبية أكدت عدم وجود أي صلة بين الحدثين.
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.