تواصل سلطات الاحتلال الإسرائيلي سياسة العقاب الجماعي بحق بلدة سلواد وأهلها، منذ زمن، من حصار وفرض منع التجوال، ومنع سكانها من الانتقال والسفر، إلى جانب إغلاق الطرق والتضييق عليهم.
نائب رئيس بلدية سلواد فريد حماد أكد أن بلدة سلواد تعاني منذ ما يزيد عن أسبوع حصارا خانقا فرضه الاحتلال بسبب ما يدعيه من إطلاق نار صوب مستوطنيه وعلى برج للمراقبة مقام على أراضي البلدة.
وأوضح حماد أن الحصار أدى لخنق البلدة، حيث أغلق الطريق الواصلة بينها وبين قرية يبرود ما منع المزارعين من الوصول لأراضيهم.
وأكد أن وجود مكب نفايات للبلدية خلف الحاجز المكون من الصخور والأتربة، أدى لصعوبة وصول سيارات جمع النفايات وسيارات النضح الصحي للمكب وتفريغ حمولتها، ما أدى لتراكم النفايات داخل البلدة.
وأضاف حماد: "محلات ذبح اللحوم والدجاج تعاني من أزمة خانقة بسبب تراكم هذه النفايات، حيث لا يستطيعون الوصول للمكبات، ما اضطرهم للتوجه لمكبات القرى المجاورة، واعتذر الكثير منهم بسبب عدم قدرة هذه المكبات على استقبال هذه الكميات الكبيرة من النفايات".
ولفت إلى وجود نقص في عدد من الأصناف من البضائع في المحال التجارية، حيث لا تستطيع مركبات التوزيع الوصول إلى سلواد لتأمين هذه البضائع بعد إغلاق الاحتلال مداخلها.
وذكر أن كل هذا أوجد حالة من الغضب والسخط في صفوف المواطنين، الذين ازدادت معاناتهم جراء هذه الإجراءات الاحتلالية العقابية الظالمة.
وأشار حماد إلى أن مقبرة البلدة أيضا هي خارج البلدة وخلف حواجز الاحتلال العسكرية، ولو حدث أي حالة وفاة لما تمكن أهل البلدة من الوصول للمقبرة.
وطالت المعاناة أيضا الطلبة، حيث قال حماد إن معاناة البلدة كبيرة جدا جراء عقوبات الاحتلال الجماعية، لافتا إلى أنها لم تتوقف على أهالي سلواد، بل طال البلدات المجاورة، وأبرزها دراسة طلبة يبرود في مدارس بلدة سلواد، وبسبب هذا الحاجز لا يستطيع الأطفال من الوصول لمدارسهم.
وجدير بالذكر أن طلبة سلواد الذين يدرسون في جامعة بيرزيت يعتمدون على خط مواصلات ثابت بين البلدة والجامعة، واليوم يسلك باص الجامعة طريق التفافية طويلة ومكلفة وصولاً إلى بيرزيت.
كما يمارس جيش الاحتلال منذ مساء أول أمس اعتداءات متكررة على المنازل الواقعة في المدخل الغربي من اقتحامات وإخضاع الأهالي للتحقيق، وخلع أبواب المنازل المهجورة، واعتلاء القناصة أسطح المباني.
الكاتب والباحث في تاريخ فلسطين المعاصر عوني فارس قال إن سلوان تتعرض لسياسية العقاب الجماعي، منذ السنوات الأولى للاحتلال، في موجات متلاحقة، يفصل بين الواحدة والأخرى زمن قصير أحيانا يصل إلى عدة أشهر أو أيام.
وأوضح فارس أن أهل سلواد تعرضوا لهذه السياسة منذ الاحتلال البريطاني، وامتدت عبر سنوات الاحتلال المتلاحقة حتى اليوم.
وبيّن أنه في سنوات الاحتلال الإسرائيلي استمرت هذه السياسة فهدم الاحتلال عشرات المنازل منذ عام 1969 كان آخرها هدم منزل الأسير مالك أحمد حامد عام 2017م.
وأضاف أن الاحتلال مارس حملات الاعتقال الواسعة بحق أبناء البلدة، فقد تعرض الآلاف من أهل سلواد للاعتقال منذ عام ١٩٦٨ حتى الآن، ويوجد الأن في سجون الاحتلال 12 أسير محكوما بالمؤبد منهم إبراهيم حامد المحكوم 54 مؤبد وثائر حماد المحكوم بـ11 مؤبد.
ووفقا لفارس، فيمنع الاحتلال أهالي البلدة من السفر منذ عشرات السنين، وعلى فترات مختلفة تصل لستة أشهر وأحيانا لسنة، كما فعل في سبعينيات وثمانينات القرن العشرين.
وإل جانب ذلك فتخطت اعتداءات الاحتلال لبلدة سلواد لتصل إلى سياسة منع التجول منذ سنوات طويلة كانت تصل أحيانا لعشرة أيام تحاصر فيها البلدة بشكل مستمر، فيما استشهد من البلدة منذ عشرينات القرن العشرين قرابة الـ100 مواطن.
ورغم سنوات العقوبات الطويلة على بلدة سلواد وعلى أهلها، إلا أنها بقيت على عهد المقاومة، فالبلدة الواقعة شمال شرقي رام الله، تحمل إرثاً عظيماً في مقارعة الاحتلال، واحتضنت وما زالت عمليات المقاومة المؤثرة، وعودة العمل المسلح ضد الاحتلال في الضفة الغربية انتقالاً من جنين ونابلس إلى رام الله.