قالت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" إن توقيت زيارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما إلى المنطقة "توقيت سيء في ظل الخطوات البطيئة للمصالحة الفلسطينية"، فيما رأت حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح" أن الزيارة تحمل مبادرات جديدة لاستئناف عملية التسوية "دون ضغوط". وأشار المتحدث باسم "حماس" صلاح البردويل، في تصريح خاص بـ [color=red][b]"فلسطين الآن"[/b][/color]، الاثنين، إلى أن حماس تعارض كل اللعبة السياسية التي تجري في المنطقة برعاية أمريكية، "ونحن نعلم أن سقف عملية التسوية سقف متدني جداً لا يجبي إلا تنازلات من السلطة". [title]شروط إسرائيلية[/title] واعتقد البردويل أن السلطة "إذا ما اختارت طريق المفاوضات بالشروط الأمريكية والإسرائيلية فإن الشرط الأول لديهم هو التراجع عن المصالحة الفلسطينية"، "وسنشهد تراجع من السلطة عن عميلة المصالحة، وسندخل في دوامة جديدة من المهانة والخضوع". وأضاف المتحدث باسم "حماس": "لا يمكن أن تستقيم المصالحة مع المفاوضات؛ لأن الشروط الأمريكية والإسرائيلية هي عزل حركة حماس و إجبارها على أن تعترف بـ"إسرائيل"". وحول المكاسب التي ستجنيها السلطة من زيارة أوباما إلى المنطقة، توقع البردويل عدم حصول السلطة على أي مكاسب، "فأمريكا ليس لديها فائض من الموازنة لدعم السلطة مالياً، وليس لديها وقت لرعاية التسوية". [title]أوباما عاجز[/title] ولفت المتحدث باسم "حماس" إلى أن الولايات المتحدة تريد تسجيل موقف فيما تبقى من وقت لأوباما في المرحلة الثانية من ولايته الرئاسية، مستدركاً: "أوباما غير قادر على تنفيذ وعوده ويريد تحريك العملية فقط، وربما هناك اتفاق بينه وبين إسرائيل على إضاعة الوقت". وفيما يتعلق بتعاطي "حماس" مع أي مبادرات أو حلول للقضية الفلسطينية، قال البردويل إن حركته وافقت على برنامج قواسم مشترك مع الفصائل تقبل بموجبه دولة فلسطينية على حدود 67 وعاصمتها القدس مع عودة اللاجئين دون التنازل عن أي شبر من أرض فلسطيني، أو عن أي ثابت من الثوابت. وفي موضوع المصالحة، أكد المتحدث باسم "حماس" أن "الأمور مجمدة إلى حين زيارة الرئيس الأمريكي أوباما إلى المنطقة"، "فالوسيط المصري لا يريد أن يفرض بقوة أي شيء على أي طرف". [title]مبادرات جديدة[/title] من جانبه، رأى عضو المجلس الثوري لحركة "فتح" يحيى رباح أن زيارة أوباما إلى المنطقة تأتي لطرح مبادرات جديدة بعد أن فشل نتنياهو في جعل القضية الفلسطينية في ذيل قائمة الاهتمام الأمريكي على حساب قضية النووي الإيراني. وبيّن رباح في تصريح خاص بـ [b][color=red]"فلسطين الآن"[/color][/b] أن الرئيس أوباما اقترب كثيراً من الوضع الفلسطيني في بداية انتخابه رئيساً للولايات المتحدة، وعُلقت آمال كبيرة عليه، "لكن اتضح أن الموضوعات المتعلقة بالمنطقة وخاصة القضية الفلسطينية ليست بالسهولة التي يعتقد، ووضعت في طريقه العراقيل بعد أن تحدث عن عدم شرعية الاستيطان وطالب بوقفه لأنه عقبة أمام السلام". واعتقد عضو المجلس الثوري لحركة "فتح" أن اللوبيات اليهودية وجهت إنذاراً شديداً لأوباما في الانتخابات النصفية، حيث مرت المرحلة الأولى من رئاسته دون فعالية تذكر على القضية الفلسطينية. [title]أكثر حرية[/title] أما في المرحلة الثانية لرئاسة أوباما، فيعتقد رباح أنه بات "أكثر حرية" في قراراته ورآه السياسية، وأكثر تحللاً من الضغوط الإسرائيلية؛ "لأن ليس أمامه فرصة ثالثة". وعن مطالب السلطة من الرئيس أوباما خلال الزيارة، أشار عضو المجلس الثوري لحركة "فتح" إلى أنها تريد أن تقنع أوباما أن الموقف الأمريكي السلبي من الذهاب إلى الأمم المتحدة كان موقفاً خاطئاً؛ "لأن هذه الخطوة ليست بديلة عن العملية السلمية وإنما تدعمها وتنجحها". [title]علاقات وطنية[/title] ولفت إلى ضرورة أن "نكون نحن في حالة استعداد لأننا أصحاب القضية"، مشيراً إلى أهمية أن "نكوّن علاقات وطنية أرقى مما هي عليه الآن، ونرسل رسالة بأننا قادرون على التعامل مع أي مبادرات". وأضاف: "على الأقل إذا كنا عاجزين عن الذهاب إلى المصالحة علينا وقف التدهور والتصعيد في العلاقات الفلسطينية، وننضبط خلال الزيارة سياسياً، ولا نعبر عن تناقضات فلسطينية وخلافات حادة". وفيما يتعلق بأزمة السلطة المالية، أشار رباح إلى أنها متعددة الوجوه، "فهناك عراقيل إسرائيلية وقرصنة لأموال الضرائب، وعدم التزام بعض الأطراف العربية والإسلامية بالتزاماتها"، لكنه يعتقد أن الأمور ستتغير في حالة كان موقف أوباما إيجابياً في هذه القضية، "حيث ستسارع جميع الأطراف لتظهر أنها متساوقة مع أطروحاته".
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.