نشرت صحيفة "يديعوت أحرنوت" تقريرا لمعلق الشؤون الأمنية والعسكرية في الصحيفة، رون بن يشاي، أكد فيه أن هناك اتصالا مباشرا بين رئيس النظام السوري بشار الأسد، ورئيس وزراء حكومة الاحتلال يائير لابيد، بهدف طمأنة الأسد بعدم استهداف قواته بالغارات الإسرائيلية.
ورأى الكاتب أن الطلب الروسي من مليشيات إيران بإخلاء مواقعها في موقعين غرب سوريا، يشير إلى نجاح الضغط العسكري والسياسي الذي تمارسه "إسرائيل" لإحباط مؤامرات إيران في سوريا، ضمن حملة "المعركة بين الحروب".
وقدر مسؤول أمني في جيش الاحتلال أن وجود إيران ووكلائها في سوريا في أدنى مستوياته حاليًا، وذلك بعد نجاح "إسرائيل" في إحباط الغالبية العظمى من شحنات الأسلحة، والمعدات اللازمة لتصنيع الأسلحة التي يحاول فيلق القدس التابع للحرس الثوري تهريبها إلى سوريا ولبنان عن طريق البر والجو.
وأشار الكاتب إلى أن الهجمات على مطاري حلب ودمشق والمنشآت العسكرية ومواقع التخزين الحاسمة في سوريا، تضر بشكل خطير بهيبة نظام الأسد وقدرته على البقاء وتحقيق الاستقرار السياسي، سيما أن جيش النظام لا يزال أضعف من أن يواجه جيش الاحتلال، ولذلك فقد لجأ الأسد إلى الروس وطالبهم بالضغط على إسرائيل لوقف الهجمات.
ويعرف كبار مسؤولي النظام في دمشق أن لروسيا مصلحة استراتيجية وسياسية واقتصادية في تحقيق الاستقرار في سوريا وتعزيز سيطرة نظام الأسد على معظم أراضي البلاد، كما أن الروس لديهم عصا كبيرة لدعم الضغط على إسرائيل، لكن الأسد لم يأخذ في الاعتبار تآكل الموقع العسكري الفعلي لروسيا وقدراتها في سوريا بسبب الحرب في أوكرانيا.
ورأى بن يشاي، أن بوتين يعرف جيدًا أن إسرائيل ليس من السهل كسرها، ويعرف أنها قد ترد بقوة وقوة عندما يتعرض أمنها وأمن مواطنيها للتهديد. لذلك، فقد اكتفى الكرملين بضغوط دبلوماسية علنية على إسرائيل من خلال تصريحات وزير الخارجية الروسي لافروف ومندوب روسيا لدى الأمم المتحدة، وأدانوا الهجمات الإسرائيلية في سوريا وطالبوا بوقفها.
وأشار إلى أن التنسيق العسكري الروسي الإسرائيلي من خلال المركز المشترك، بقي يعمل حتى مع فتور العلاقات مع الكرملين بشدة، عندما أدان رئيس الوزراء يائير لبيد ووزير الدفاع بني غانتس الغزو الروسي لأوكرانيا.
ورأى أن جيش الاحتلال يبعث برسائل عملياتية لروسيا ونظام الأسد، عن استهداف المطارات والمراكز الحساسة التي تضر بنفوذ روسيا المتراجع في سوريا وبهيبة الأسد الساعي لبسط سيطرته وتحقيق الاستقرار السياسي.
أما الطريقة الثانية، فهي أن الجيش الإسرائيلي يحتفظ بقناة اتصال وحوار مباشر ليس فقط مع الروس في سوريا، ولكن مع نظام الأسد أيضاً.
وأكد أن الاحتلال سلم نظام الأسد رسالة بعد وقت قصير من الهجوم على مطار حلب، توضح لمسؤولي النظام طبيعة الهجوم وأسبابه ومن هوجم، وتشير إلى أن الغارات تحاول عدم إلحاق الأذى بالمدنيين والمنشآت المدنية ولا تريد إلحاق الأذى بالعسكريين السوريين، وإنما تستهدف عناصر الحرس الثوري والمليشيات الإيرانية سواء حاولوا الهبوط في المطارات المدنية أو تم إيواؤهم في مقارّ عسكرية للنظام أو بالقرب من القوات الروسية.