على مدى الساعات الماضية، انشغل العراقيون بخبر اعتقال مدير أمن محافظة ميسان بتهمة الرشوة والفساد.
وعلى الرغم من أن أخبار الفساد والقبض على متورطين غالباً ما تمر مرور الكرام في البلاد، إلا أن اللافت هذه المرة، كان توثيق لحظة القبض على المسؤول الأمني الرفيع متلبساً بالصوت والصورة داخل مكتبه، والأموال بين يديه.
فقد صورت أجهزة هيئة النزاهة عملية دهم مقر مديرية الأمن في ميسان والقبض على المتهم، ليتبين أنه عقيد يدعى "وسام.ج"، ويشغل منصب مدير الأمن في المحافظة الواقعة شرقي البلاد.
ابتز أهل موقوف
بدأت القصة حين وردت معلومات إلى الهيئة حول ابتزاز العقيد المذكور ذوي أحد المتهمين بالدعاوى التحقيقيَّة المودعـة لـديه، ومطالبتهم بدفع 7500 دولار مقابل تسليمهم إحـدى السيارات نوع (بيـك اب فـور ويل)، ضبطت سابقاً من قبل المديرية.
فشكلت فريقاً توجه إلى المديرية لاستدراج المتهم في مكتبه، وتسليمه المال، حيث تم ضبطه بالجرم المشهود متلبساً بقبض الرشوة.
جهاز الأمن الوطني ممتعض
إلا أن تصوير تلك اللحظات ونشرها أثار جدلاً واسعا بين العراقيين، فبعضهم اعتبر أن هذا التصرف لا يجوز من قبل هيئة رسمية، وينافي الأصول القانونية، فيما أشاد آخرون بملاحقة الفاسدين.
أما جهاز الأمن الوطني فأبدى امتعاضه، معتبرا أن تصوير ونشر عملية الاعتقال مخالف للقوانين، وقد أساء إلى سمعة الجهاز وجهوده الأمنية.
كما شدد في بيان أمس الاثنين على أن "تصرف الموقوف هذا فردي ولايعكس نهج الجهاز وتضحية ضباطه ومنتسبيه."
يذكر أن العراق حل في المرتبة 157 من أصل 180 دولة في ترتيب البلدان الأكثر فسادا، بحسب مؤشر منظمة الشفافية الدولية للعام 2021.
