رغم المواقف السياسية البراغماتية التي تبديها الحركة الإسلامية- الجناح الجنوبي، في فلسطين المحتلة48، وانخراطها في انتخابات الكنيست، بل وفي حكومة الاحتلال ذاتها، لكنها لم تسلم من التحريض الإسرائيلي، لاسيما في جانبه الأمني، بزعم دعمها لحركة حماس في الأراضي المحتلة، من خلال الاستناد الى معلومات أمنية مضللة من أجهزة استخبارات الاحتلال.
وتزعم التقارير الأمنية الإسرائيلية أن البدايات الأولى في التواصل بين حماس والحركة الإسلامية في الداخل المحتل تعود إلى أيام الشيخ أحمد ياسين مؤسس حماس، حيث حافظ مؤسس الحركة الإسلامية في الداخل الشيخ عبد الله نمر درويش على علاقات وثيقة مع الحركة، وكان له تأثير على قيادتها.
وذكر الضابط الإسرائيلي يوناتان هاليفي في ورقة بحثية موسعة حول "مساعدات تقدمها الجمعيات الإنسانية التابعة للحركة الإسلامية، للمحتاجين في قطاع غزة منذ ثلاثة عقود، والقيام بحملات إغاثة طارئة للقطاع الذي يتعرض لعدوانات إسرائيلية متلاحقة، بما يشمل أبناء الشهداء والجرحى الفلسطينيين، كما دأب المحامي عبد المالك دهامشة أحد قيادات الحركة الإسلامية، على تقديم المساعدة القانونية لكبار قادة حماس وجناحها العسكري كتائب القسام المعتقلين في السجون الإسرائيلية".
وأضاف في ورقة نشرها المعهد المقدسي للشؤون العامة والدولة أن "الشيخ أحمد ياسين منذ سنوات ما قبل تأسيس حماس دأب على القيام بجولات مكوكية الى داخل الأراضي المحتلة 1948، حيث يذهب بنفسه لمساجد أم الفحم والرملة واللد ويافا وعكا ومدن أخرى، وفي بعض الأحيان يرسل الدعاة والمعلمين، لنشر مبادئ الحركة، وأعاد بناء المساجد المهجورة في تلك المدن، حتى أنه أقنع الشيخ درويش بترك الحزب الشيوعي ليصبح مؤسس الحركة الإسلامية في الداخل المحتل".
وأشار إلى أن "الجمعيات الخيرية التابعة للحركة الإسلامية في الداخل المحتل تقدم المساعدة والدعم لـ16874 يتيمًا ومحتاجًا في الضفة الغربية وقطاع غزة بقيمة 4 ملايين شيكل، من خلال حزم الطعام وأكياس القمح واللحوم للأعياد والملابس والمعدات الطبية والأدوية وخدمات رعاية الأسنان المجانية والرعاية الصحية النفسية والمخيمات الصيفية وترميم المنازل وبنائها، وكذلك أبناء الشهداء والمعتقلين، ويتم تحويل هذه المساعدات مرة كل شهرين".
وزعم أن "هذه الجمعيات تقدم المساعدات للمحتاجين في القطاع تحت عنوان "غزة رمز العزة"، وتكتب تاريخًا جديدًا مشرقًا للأمة الإسلامية والشعب الفلسطيني، وهي تواجه إرهاب الدولة الإسرائيلية، وتطالب بمحاكمة مجرمي الحرب فيها أمام العدالة الدولية بسبب جرائمهم ضد الإنسانية".
وأوضح أنه "في كل عام تحيي الحركة الإسلامية ذكرى اندلاع انتفاضة الأقصى في أيلول/سبتمبر 2000، للإشادة فيها، لأنها أعادت البوصلة الوطنية إلى اتجاهها الصحيح، وتثني على تضحيات الشهداء والأسرى والجرحى، وكذلك تتضامن مع الأسرى الفلسطينيين المضربين عن الطعام في سجون الاحتلال".
وتشير مثل هذه الدراسات الإسرائيلية الى تحريض أمني واضح ضد أي نشاط يبذله فلسطينيو 48 تجاه أشقائهم في الضفة الغربية وقطاع غزة، رغبة في سلخهم عن جذورهم التاريخية من جهة، واتهام أي نشاط من هذا النوع بأنه تواصل مع جهات معادية يعاقب عليه القانون، طمعا في ردعهم عن هذا التواصل.
ومن الواضح أن المواقف السياسية والحزبية الأخيرة للحركة الإسلامية الجناح الجنوبي بزعامة منصور عباس لم تشفع لها عند المؤسسة الأمنية الاحتلالية، بدليل أنها تلفّق أي معلومات مضللة، فقط بغرض تصنيفها تحت قائمة الإرهاب، مما يؤكد أن الفلسطيني الجيد عند الاحتلال هو الفلسطيني الميت، وليس البراغماتي أو المنفتح!