لو أنا نقرأ الأفكار، ونعلم ما يدور في عقول الناس قبل أي حديث وبعده، لعرفنا العَجَبْ العُجَابْ، ولمُتْنَا وشَبِعْنَا موتاً قبل الأربعين من عمرنا... تخيل نفسك جالساً أمام أحد الناطقين أو الوزراء أو الرؤساء ثم يتحدث للجميع سبب فشل المصالحة، أو أزمة الرواتب، أو الانتخابات، أو النزاهة، أو المشاريع التنموية، أو الانجازات العريقة العالمية, من افتتاح "كُشُك فلافل" وحتى اعلان دولة "بدون عضو".. وأنت جالس تراقب ما يقول، ولديك القدرة على قراءة الأفكار التي تجول في رأس الوزير أو الغفير، أو الناطق، أو الناعق.... أسف الأمر لا يوصف ولا يصدَّق، سترى أن 95% من الكلام مقلوب، مثل "المقلُوبة" على الوجه لحمة وبطاطا، ولوز، وفي الأسفل رز بدون أي شيء. لو أننا نستطيع قراءة الأفكار، لعرفنا المؤامرات التي تدور في رؤوس الزعماء والقادة السياسيين من التيارات المختلفة، وعرفنا أنهم يكرهون بعضهم كثيراً، ويتبادلون الشتائم في عقولهم، أثناء مقابلتهم وتقبيلهم لخدود بعض، "ويامَا تِحْتِ السَّواهِي دَوَاهِي"... لو أننا نستطيع قراءة الأفكار، لعرفنا زيف السياسة، فما يقال في الاعلام لا يقال وراء الكواليس، فوراء الكواليس حديث آخر، أحمر اللون، هادئ الطيف، مصحوب بِنُكتٍ وطرائف... الحمد الله الذي لم يمنحنا قدرة على كشف ما يدور في الخواطر، ترى صديقك يحدثك بكل حب وأنه مشتاق لك، ولم يرك منذ مدة، وفي عقله يقول "لَحْنَا ولا هالشُّوفَة إلِّي زي الزِّفْتْ"، وكذلك السياسيين. [title]-طيب وأنا مالي يا أبو يزن دع الخلق للخالق-[/title]