تواصل دولة الاحتلال توسيع علاقاتها التطبيعية مع الدول العربية والإسلامية لأغراض سياسية وتجارية وثقافية، لكنها تمنح الطابع العسكري والأمني لدول بعينها أهمها أذربيجان، التي قام وزير الحرب بيني غانتس بزيارتها بصورة مفاجئة غير معلنة عنها سابقا، وهي الدولة الحدودية مع إيران، وتحتفظان بعلاقات سيئة، رغم أنهما دولتان مسلمتان، وفيهما أغلبية شيعية، لكن علاقاتها ومصالحهما الاستراتيجية متباعدة، مما استغلته دولة الاحتلال لتحقيق أطماعها في هذه المنطقة الحساسة.
غانتس التقى في مستهل زيارته بالرئيس الأذري إلهام عالييف، وأشارا إلى ضرورة تعميق التعاون الثنائي، خاصة وأن أذربيجان، الدولة الإسلامية، تعتبر حليفا لإسرائيل ضد إيران، ورغم أن الزيارة لم تمتد لأكثر من ساعات معدودة، لكنها تناولت قضايا سياسية وأمنية وتعميق التعاون بينهما.
يوآف زيتون المراسل العسكري لصحيفة "يديعوت أحرونوت"، ذكر أن "أذربيجان التي تحوز على أهمية استثنائية لدولة الاحتلال تقع على حدود إيران، وتعتبر حليفًا لإسرائيل ضدها، ومن بين أمور أخرى، فقد تم توقيع سلسلة من صفقات الأسلحة الإسرائيلية مع أذربيجان، كما استخدمت إسرائيل منشآت فيها للقيام بنشاط هجومي ضد إيران، وقبل أشهر قام وزير المالية أفيغدور ليبرمان بزيارتها، وكان الغرض من الاجتماعات، من بين أمور أخرى، تمهيد الطريق لزيادة واردات النفط من هذه الدولة الإسلامية".
وأضاف في تقرير أن "غانتس في زيارته الحالية، وبجانب لقائه مع الرئيس عالييف، فقد اجتمع مع وزير الدفاع الأذري ذاكر حسنوف، وزار مقر حرس الحدود الأذري، والتقى قائده إلشين جولييف، وأكد غانتس لمضيفيه على أهمية العلاقات الاستراتيجية بين إسرائيل وأذربيجان، وعرض أمامهم التغييرات في الشرق الأوسط بعد اتفاقات التطبيع، وناقش مع هؤلاء الشركاء تقدم العلاقات بين إسرائيل وتركيا والشراكات الأخرى في المنطقة والعالم".
وتستورد أذربيجان السلاح الإسرائيلي من مختلف الأنواع بقيمة خمسة مليارات دولار، مثل منظومة القبة الحديدية والمعدات الدفاعية وجمع المعلومات الأمنية والاستخبارية، وهناك تقارير كشفت أن رجال الموساد الذين وضعوا أيديهم على الأرشيف النووي الإيراني أوائل 2018 انتقلوا على الفور لأذربيجان.