قال مصدران لـ"رويترز"، الليلة الماضية، إن وفداً من "حركة المقاومة الإسلامية" (حماس) سيزور سورية هذا الشهر، في خطوة تسعى فيها "حماس" لـ"إعادة العلاقات" بعدما نأت بنفسها لسنوات عن رئيس النظام السوري، بشار الأسد، بسبب قمعه العنيف لثورة السوريين ضد نظامه.
وقال مسؤول بارز في "حماس" إن الزيارة ستتم بعد أن يختتم وفد الحركة زيارة إلى الجزائر، في العاشر من أكتوبر/ تشرين الأول، لبحث المصالحة مع حركة "فتح".
وأكد مصدر ثان، وهو مسؤول فلسطيني مطلع، التفاصيل المتعلقة بزيارة سورية. لكن مصدراً فلسطينياً في سورية نفى أن تكون هناك زيارة مخططة، بينما أحجم مسؤولون من "حماس" في قطاع غزة عن التعليق. ولم يصدر أي تعليق بعد عن النظام السوري.
ومنتصف الشهر الماضي، أطلقت "حماس"، في بيان يحمل الكثير من الرسائل المباشرة وغير المباشرة، مواقف تخص سورية، بعد شهرين ونصف من التسريبات التي قالت إنّ الحركة اتخذت قراراً بإعادة علاقتها مع النظام السوري.
وأعربت "حماس"، للمرة الأولى منذ سنوات، عن "تقديرنا للجمهورية العربية السورية قيادةً وشعبًا؛ لدورها في الوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة"، وأعلنت رغبتها في أنّ "تستعيد سورية دورها ومكانتها في الأمتين العربية والإسلامية، مع دعم كل الجهود المخلصة من أجل استقرار وسلامة سورية، وازدهارها وتقدمها".
ومع تأكيدها على ما سمته "استراتيجيتها الثابتة، وحرصها على تطوير وتعزيز علاقاتها مع أمتها، ومحيطها العربي والإسلامي، وكل الداعمين لقضيتنا ومقاومتنا"، أكدت "حماس" على مُضيّها في بناء وتطوير علاقات راسخة مع الجمهورية العربية السورية، في إطار قرارها باستئناف علاقتها مع سورية "خدمةً لأمتنا وقضاياها العادلة، وفي القلب منها قضية فلسطين، لا سيما في ظل التطورات الإقليمية والدولية المتسارعة التي تحيط بقضيتنا وأمتنا".
وكانت "حماس" قد افتتحت بيانها بالتمهيد لهدفها الرئيس منه وهو "مجاملة" النظام في سورية، من خلال قولها إنّها "تتابع ما يجري في المنطقة من تطورات خطيرة تمسّ بالشعب الفلسطيني وقضيته العادلة، أبرزها مظاهر التطبيع ومحاولات دمج العدو الإسرائيلي ليكون جزءًا من المنطقة، مع ما يرافق ذلك من جهود للسيطرة على موارد المنطقة، ونهب خيراتها، وزرع الفتن والاحتراب بين شعوبها ودولها، واستهداف قواها الفاعِلة والمؤثرة، الرافضة والمقاوِمة للمشروع الصهيوني".