نشرت صحيفة "يسرائيل هيوم" العبرية، اليوم الأربعاء، تقريرا مفصلا عن مجموعة عرين الأسود التي ذاع صيتها في مدينتي نابلس وجنين بالضفة الغربية خلال الفترة الأخيرة ونفذت عمليات ضد قوات الاحتلال الإسرائيلي إضافة لتصديها لاقتحاماتها.
وقالت الصحيفة إن "المنشورات التي تقول إن عرين الأسود يقترب من نهايته باعتقال وقتل واستسلام عناصره وقادته لا ينذر بنهاية المعركة، ويتركز الاهتمام الآن على منظمتين تعملان في جنين ونابلس مما يمثل الصداع التالي الذي ينتظر الاحتلال".
وأضافت: "في منطقة جنين تعمل كتيبة جنين التابعة للجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي ومقرها في مخيم جنين اللاجئين ومؤخرا انضم إليها أيضا مسلحون مستقلون لا ينتمون للجهاد الإسلامي، لكنهم قرروا أن هذا إطار جيد وجذاب لهم للمشاركة في العمليات ضد إسرائيل".
وتابعت الصحيفة: "لقد رتبوا لأنفسهم اسما وشعارا ومحلقات مميزة لترسيخ صورة التنظيم، فهم يتجولون مع أعصبة سوداء على رؤوسهم عليها نقش أصفر يحمل اسم التنظيم وإلى جانب شعار "سرايا القدس " مع التعديل المحلي المطلوب للاسم "كتيبة جنين" ويمكن رؤيتهم في العروض العسكرية وهم يرتدون أقنعة ويرتدون سترات واقية مع خراطيش الذخيرة ويحملون أسلحة معظمها من طراز (M16)".
وأوضحت أنه "في الأسبوع الماضي قتلت القوات الخاصة الإسرائيلية فاروق سلامة أحد قادة ومؤسسي كتيبة جنين في مخيم جنين اللاجئين"، مبينة أن "سلامة يعتبر أيقونة التنظيم وقاد الكثيرين من خلفه واستقطب الشباب من المخيم الى النشاط العسكري، وفي العام الماضي كان يكثر من نشر الصور ومقاطع الفيديو الخاصة به على الشبكات الاجتماعية، وبالتعاون مع قادة آخرين في التنظيم تم عقد لقاءات إرشاد للفتيان من أجل تشجعيهم على دعم أعمال المقاومة".
وقالت الصحيفة: "اتجهت الأنظار الى التنظيم لأول مرة منذ نحو عام في سبتمبر 2021 بعد هروب الأسرى الستة من سجن جلبوع لكن نشاطه تبلور قبل ذلك وازداد بعد أحداث "سيف القدس" حارس الأسوار، وبحسب التقديرات فإن كتيبة جنين تضم عشرات النشطاء وأصبح المسلحون هم حكام مخيم جنين واكتسبوا تدريجيا التعاطف والسلطة".
وأضافت: "حركت "كتيبة جنين" خلال السنة ونصف السنة الأخيرتين الظهور المتجدد للمقاومة المسلحة في الضفة الغربية ودعمت ظهور مجموعات مسلحة في مدن أخرى منها كتيبة نابلس ونظيراتها في طوباس وطولكرم وفي وقت لاحق نشأت منظمة "عرين الأسود" أيضا في قصبة نابلس".
ونقلت عن مصدر فلسطيني قوله عن عرين الأسود "استلهمت تأسيسها من جارتها في الشمال وأن الشباب الذين تماثلوا مع حركة فتح بحثوا عن إطار للمقاومة المسلحة وانضموا الى كتيبة جنين التابعة للجهاد الإسلامي وبعد فترة معينة قرروا الانفصال عنها وتأسيس تنظيم خاص والذي أطلق عليه فيما بعد اسم عرين الأسود وهكذا بدأ الأمر".
وزعمت أن "عرين الأسود مسؤولة عن عدد كبير من حوادث إطلاق النار في منطقتي الجلمة ودوتان في منطقة جنين على غرار منظمات الشوارع الفلسطينية المسلحة الأخرى تمثل كتيبة جنين الجيل الشاب من المقاومة العسكرية الحديثة وينشط أعضاؤها على الشبكات الاجتماعية وخاصة تطبيق تيك توك في مقاطع فيديو التي ينشروها يظهر مسلحو التنظيم وهم يحاولون إغلاق مداخل مخيم جنين بحواجز حديدية لعرقلة دخول الجيش الإسرائيلي، وفي مقاطع فيديو أخرى وثقوا إطلاق النار الذي ينفذونه على جنود الجيش الإسرائيلي وفي كل مرة تدخل فيها القوات إلى جنين وتغادرها، بل انهم يقاومون بنشر سجل على الشبكات الاجتماعية يتضمن وصفا وتفاصيل دقيقة للأحداث وفقا لتاريخ وقوعها".
وقالت الصحيفة: "على عكس عرين الأسود تعتبر كتيبة جنين منظمة أكثر جدية وثباتا إلى حد ما، ولم يكن لدى شباب عرين الأسود خبرة كبيرة في استخدام الأسلحة وتحضير العبوات الناسفة، وفي المقابل فإن رجال كتيبة جنين أكثر مهارة في استخدام الأسلحة والقتال مما يجعلهم أكثر خطورة، وعلاوة على ذلك فهم يتعاونون مع ناشطين من فصائل فلسطينية أخرى بما في ذلك فتح بحسب التقديرات هم على اتصال بعناصر في قطاع غزة وفي الخارج".
وبحسب ما نقلت الصحيفة عن مصادر فلسطينية فإن "هذا أحد أسباب إضعاف عرين الأسود فهم يعرفون أن ليس لديهم قدرة عسكرية حقيقة على مواجهة الجيش الإسرائيلي لذلك حاولوا باستمرار جذب تعاطف الجمهور الفلسطيني معهم من أجل انشاء قاعدة دعم ولم يكن لديهم مكان للتدريب والقيام بالمناورات وكانت تنقصهم المعرفة بكيفية استخدام الأسلحة وكان خطأهم الثاني أنهم كشفوا عن أنفسهم حتى قبل أن يؤسسوا تنظيمهم بشكل صحيح وقبل أن يكسبوا خبرة في القتال، وفي كتيبة جنين أيضا لا يزالون غير منظمين تماما ولكنهم على الأقل عملوا في الخفاء على مدار العامين الماضيين وقاموا بكل أنواع عمليات التحدي وإطلاق النار دون الإعلان عن انفسهم كمنظمة مما يعني عدم وجود عنوان وهكذا اكتسبوا الخبرة".
منظمات فرعية محلية
وقالت الصحيفة: "إن الشخص الذي أصبح الأب الروحي لكتيبة جنين هو فتحي حازم والد منفذ عملية ديزنغوف على الرغم من عدم ثبوت تورطه بشكل مباشر في عمليات ضد إسرائيل وعلى الرغم من أنه يأتي من حركة فتح إلا أنه يتمتع بنفوذ على رجال كتيبة جنين ويحظى بمكانه خاصة بينهم وهذا بفضل لسانه الحادة والفصيحة وبحكم مكانته كأب لشهيدين قتل ابنه الثاني في غارة للجيش الإسرائيلي على مخيم جنين".
وتابعت: "في الآونة الأخيرة ظهرت أيضا منظمات فرعية تعمل بالتعاون مع كتيبة جنين في هذه المنطقة وأطلق عليها اسم عش الدبابير في جنين".
وقال مسؤول كبير في جنين للصحيفة "إن التوترات في المنطقة ولا سيما في مخيم جنين ملموسة وأن هناك مخاوف على الأرض من تصعيد العمليات العسكرية الإسرائيلية ضد المسلحين كما حدث في نابلس، وفي الأسابيع الأخيرة لا استبعد احتمال أن تحاول إسرائيل التحرك ضد كتيبة جنين كما فعلت بعرين الأسود في نابلس، والناس يتابعون ما يحدث ويشعرون بالتخوف من قيام إسرائيل باستيراد ما فعلته في نابلس إلى جنين".
وأوضحت أن "التنظيم الثاني يعمل في مخيم بلاطة شرق نابلس ويمسى "كتيبة بلاطة" وهناك من يقول إن هؤلاء هم ورثة عرين الأسود وينوون استبدال التنظيم من قصبة نابلس الذي تفكك تدريجيا، وفي الأسبوع الماضي نظموا عرضا عسكريا شارك فيه عشرات المسلحين في أزقة وشوارع المخيم وسط تصفيق السكان وفاجأت الكثيرين كمات الأسلحة والمعدات والزي العسكري وهو ما يشير إلى وجود كتيبة بكل ما يعنيه الأمر".
واختتمت الصحيفة تقريرها قائلة: "بينما يجري الحديث في جنين عن أعضاء في الجهاد الإسلامي فإن التنظيم في بلاطة يسيطر عليه بشكل أساسي مسلحون من حركة فتح وبعضهم من النشطاء المتمردين في فتح والبعض يقول إن القسم الأخر يأتون من كتائب شهداء الأقصى التابعة لفتح، وفي غضون ذلك تظهر طولكرم أيضا دلائل أولية على الاستجابة لظاهرة المسلحين وقبل نحو شهر تم الإعلان عن مجموعة مقاومة جديدة تحت اسم "وكر الصقور".