تمكن أكثر من ثلاثة عشر ألف فلسطيني من قطاع غزة في غضون أقل من عامين من الحصول على الجنسية المصرية بموجب القانون المصري الجديد الذي يمنح الجنسية لكل مواطن ولد من أم مصرية، فيما تواصل أعداد كبيرة من الفلسطينيين سيما من أهالي غزة ممن تنطبق عليهم بنود القانون المذكور السعي للحصول على الجنسية لما تشكله بالنسبة لهم من أهمية كبيرة على صعيد تمكينهم من حرية السفر والتنقل والاقامة في البلدان المختلفة. وفي أحاديث منفصلة أجرتها صحيفة "الغد" أوضح عادل عوض الله المشرف العام على المركز الثقافي للجالية المصرية في مدينة غزة أن اجمالي عدد الفلسطينيين الذين حصلوا على الجنسية المصرية منذ شهر أيار/ مايو العام 2011 وحتى الشهر الحالي بلغ نحو 13350 فلسطينياً جلهم أمهاتهم مصريات والبعض الاخر تعود جذورهم العائلية من جهة الأجداد إلى أصول مصرية. ونوه عوض الله الى أن غالبية الفلسطينيين الحاصلين على الجنسية المصرية من المقيمين في غزة والبعض الآخر منهم يقيم في الخارج، ولكن جميعهم لديهم الوثائق الثبوتية المتعلقة بنسبهم من جهة الأم المصرية الجنسية أو الأم التي حصلت على الجنسية من خلال والدتها أو جدتها ومن ثم منحت الجنسية لأبنائها. وبالرغم من أن عوض الله لم ينف صحة ما أثير أخيرا عن كشف حالات تزوير لحصول البعض من مواطني غزة على الجنسية المصرية الا أنه أكد أنه ليست هناك أي عراقيل تواجه حصول كل فلسطيني يثبت صلة قرابته ونسبه إلى أصول مصرية. وبين أن العدد المذكور للحاصلين من أهالي غزة على الجنسية المصرية مرشح للزيادة، لافتا الى أن هناك ما يزيد عن ألفي طلب للحصول على الجنسية المصرية يجري العمل حالياً على انجاز معاملاتها في الدوائر الحكومية المصرية تمهيدا لمنح الجنسية للمتقدمين اليها بأوراق رسمية تثبت نسبهم الى أصول مصرية. من جهتها أشارت المواطنة أحلام محمد أبو طه الى أن والدتها مصرية، وبناء على ذلك أصبح بإمكانها وأشقائها البالغ عددهم 11 فردا ستة ذكور وخمس إناث الحصول على الجنسية، مبينة أنه بعد إجراءات استغرقت ستة أشهر أنهى أفراد عائلتها كافة الاجراءات الرسمية اللازمة للحصول على الجنسية. وأكدت أبو طه أنه في بداية الأمر كانت الإجراءات سهلة، والحصول على الجنسية يستغرق ما بين ثلاثة إلى ستة أشهر، لكن الامر بات الآن أكثر تعقيدا بعد اكتشاف السلطات المصرية لبعض حالات التزوير، وزيادة أعداد الفلسطينيين المتقدمين بطلبات الحصول على الجنسية، سواء كانوا مقيمين في مصر، أو في قطاع غزة، لذا فالإجراءات باتت تستغرق فترة زمنية أطول. واعتبرت أن أكثر ما يشجع الغزيين للحصول على الجنسية يتمثل سهولة تعليم أبنائهم في الجامعات المصرية، بحيث يحصلون على هذا الحق مجاناً، ويستطيعون أيضا الحصول على فرص عمل في مصر بسهولة أكبر. أما المواطن "أ. ع" وينتمي لعائلة كثيرة الافراد في مدينة رفح فأشار أنه بموجب القوانين المصرية الجديدة فان ما يزيد على ألف شخص من عائلته يحق لهم الحصول على الجنسية. وأوضح أن أمر حصولهم على الجنسية المصرية جاء محض الصدفة البحتة حيث أن أحد أقربائه كان يبحث بين أوراق قديمة عن قسيمة امتلاك العائلة لقطعة أرض، فوجد بطاقة شخصية مصرية لأحد أجداد العائلة الذي توفي قبل سنوات ومن ثم بدأ العديد من أفراد العائلة من ذوي صلة القرابة المباشرة بالتوجه لمصر، وتقدموا بطلبات الحصول على الجنسية تباعا، وبعضهم حصل عليها وآخرون في طور الحصول عليها.
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.