نشر موقع أكسيوس تقريرا لمراسله في تل أبيب، باراك رافيد نقل فيه عن مسؤولين أمريكيين وإسرائيليين قولهم، إن قادة في الخارجية الأمريكية والبيت الأبيض أبلغوا الحكومة الإسرائيلية أن قرار مكتب التحقيقات الفدرالي (أف بي آي) فتح تحقيق بمقتل الصحفية الفلسطينية الأمريكية، شيرين أبو عاقلة في جنين لم يكن قرارهم.
وأضاف الموقع، أن قرار "أف بي آي" غير مسبوق وأدى إلى أزمة علاقات دبلوماسية بين إدارة بايدن والحكومة الإسرائيلية.
واغتالت قوات الاحتلال الصحفية "أبو عاقلة"، مراسلة قناة الجزيرة في 11 أيار/ مايو هذا العام وهي تغطي مداهمات قامت بها قوات الاحتلال لمخيم جنين وكانت ترتدي سترة الصحافة.
واتهمت السلطة الفلسطينية وعائلتها الاحتلال الإسرائيلي باستهدافها عن سابق قصد، وقالت إدارة بايدن في تموز/ يوليو إن أبو عاقلة ربما قتلت برصاص جندي إسرائيلي ولكن بطريقة غير مقصودة، مضيفة أن الرصاصة التي استخرجت من جثتها كانت متضررة بشكل كبير مما منع من التوصل لنتيجة قاطعة عند الفحص الجنائي.
وأعلن جيش الاحتلال في أيلول/ سبتمبر عن نتائج تحقيقه واعترف أنها ربما قتلت على الأرجح برصاص جندي إسرائيلي، في تحول بالموقف الإسرائيلي الذي قال، إنه من الصعب تحديد قاتل أبو عاقلة.
وتعرضت إدارة بايدن إلى ضغوط من أعضاء الكونغرس الديمقراطيين ومن عائلة الصحفية لعمل المزيد والتحقيق بمقتلها، وأرسل أكثر من 20 سناتورا أمريكيا رسالة إلى "أف بي آي" يطالبونه بتحقيق مستقل.
وبحسب المسؤولين الإسرائيليين والأمريكيين فقد اتخذ "أف بي آي" قراره للتحقيق في تشرين الثاني/ نوفمبر، إلا أن وزارة العدل لم تبلغ إسرائيل بالقرار رسميا إلا بعد ثلاثة أيام من انتخابات التجديد النصفي.
وطلب المسؤولون الإسرائيليون بعد إبلاغهم؛ المزيد من التفاصيل من السفير الأمريكي في إسرائيل توم نايدز، الذي قال إنه لا يعرف عن التحقيقات وسيتحقق من الأمر، وقام مستشار الأمن القومي الإسرائيلي إيال حولاطا والسفير الإسرائيلي في واشنطن مايك هيرتزوغ وألون أوشيبيز المدير العام لوزارة الخارجية بإجراء مكالمات مع نظرائهم الأمريكيين وطلبوا توضيحات.
وقال مسؤول إسرائيلي بارز: "اتصلنا مع كل مسؤول نعمل معه في إدارة بايدن وعبرنا عن غضبنا". وقال المسؤولون الإسرائيليون إن وزير الحرب بيني غانتس أجرى مكالمة صعبة مع مسؤول أمريكي بارز بداية الشهر الحالي وأكد له أن إسرائيل لن تتعاون مع أي تحقيق يجريه "أف بي آي".
وحث المسؤولون الإسرائيليون إدارة بايدن على "إصلاح الوضع"، قبل تسريب التحقيق للصحافة، وحذروا من أنه عندما يصل الخبر للصحافة فسيتحول إلى أزمة علاقات ثنائية.
وحاول البيت الأبيض والخارجية التأكيد للمسؤولين الإسرائيليين أنهم لم يكونوا جزءا في عملية اتخاذ القرار المتعلق بالتحقيق الذي أعلنت عنه وزارة العدل. وأوضحوا أن فتح التحقيق هو قرار مستقل من الوزارة وليس مدفوعا بدوافع سياسية.
وقال رئيس الوزراء المنتهية ولايته، يائير لابيد يوم الثلاثاء، إن إسرائيل عبرت "عن احتجاجها الشديد لإسرائيل". وتابع: "لن يتم التحقيق مع جنودنا من قبل أف بي آي وأي دولة أو كيان أجنبي، مهما كان صديقا ولن نتخلى عن جنودنا للتحقيقات الأجنبية".
ولم يعلق لا البيت الأبيض أو الخارجية على التصريحات الإسرائيلية.
وسيتم تحويل مسألة التحقيق للحكومة المقبلة التي يتوقع اتخاذها سياسة متشددة في الضفة الغربية. ويقول المسؤولون الإسرائيليون إن التحقيق لن يترك أي تداعيات عملية وأنه مجرد تحرك رمزي من "أف بي آي".