في الذكرى الـ 35 لانطلاقتها، ملأت حركة المقاومة الإسلامية حماس جميع وسائل الإعلام بشعار يفيض بالمعاني والدلالات، شعار يقول "آتون بطوفان هادر".
فمن أولئك الذين سيأتون طوفاناً هادراً، ومن أين سيأتون؟
لا شك أنهم أبطال كتائب القسام، هم الذين سيأتون طوفاناً هادراً، سيأتون إلينا نحن الشعب الفلسطيني، بعد أن غادروا هذه الدنيا، وأطماعها، وأغراضها، وخلّصوا أنفسهم من كل دنية، وبعد أن صفت أرواحهم، وأخذوا زينتهم، واستعدوا لملاقاة عدوهم، وقد صاروا قطرات لهب تذوب في الطوفان المتدفق ناراً في مرابع العدو.
ستأتي كتائب القسام إلى الشعب الفلسطيني على هيئة ملائكة رحمة، يستعرضون إنجازاتهم، وستأتي كتائب القسام إلى عدوهم عواصف غضب، وبراكين انتقام، وهذا ما تؤكده لفظة "آتون" التي تعني الإصرار والعزم، وتعني عدم التراجع أو التأخر، وتعني الجهوزية والاستعداد، وألا مجال للشك بقدرات المقاومة، فقد قضي الأمر، وأن الرجال آتون طوفاناً هادراً.
شباب كتائب القسام سيأتون على هيئة طوفان، ولفظة "الطوفان" تحمل الكثير من الدلالات التاريخية والإنسانية، ولا يكون الطوفان إلا بقدر الرحمن، وبهدف التخلص من الآثام والخطايا والجرائم التي يقترفها أعداء فلسطين والدين، وما كان الطوفان في عهد نوح، إلا بهدف تنقية الأرض من دنس العصاة غلاظ القلوب، الذين عاندوا الحقائق، ورفضوا تصديق قدرة الله على التغيير، وصناعة المستحيل، فجاءهم الطوفان.
رجال كتائب القسام آتون كالطوفان الذي سيغرق الأرض، ليطهرها من دنس الصهاينة، ويعطي الفرصة لبذور التقوى والإيمان لتملأ الأرض عدلاً وخيراً، وهذا الطوفان سيكون هادراً، ولفظة "هادر" تعني في اللغة كل حركة لها صوت، وكل خطوة تحدث تأثيراً في النفس، وتغييراً في المشهد، فالهادر هو الصوت الهائل الذي ترتجف منه النفس، ويرتجُّ منه المكان، فإذا كان الرعد هادراً، فإن القصف هادر، والتفجير هادر، وصوت الصواريخ هادرٌ، والصواعق والمفاجآت والإعداد، جميع ذلك له صوت هادر، سيشل قدرة العدو.
آتون طوفاناً هادراً، جملة لا تقف عند حدود المعاني، والتفسير اللفظي، إنها الفعل الذي تحسن كتائب القسام تفسيره العملي على أرض الواقع، فكتائب القسام لديها ما ستقدمه لشعبها من دلائل وإشارات، عن الطوفان الهادر الذي سيرعب الأعداء.
نبارك للشعب الفلسطيني، ولشعوب الأمة العربية والإسلامية، الذكرى الـ 35 لانطلاقة حركة المقاومة الإسلامية حماس، ونبارك لكتائب القسام هذا الجهد الثوري المقاوم.