قبل أربعة أعوام، استشهد المجاهد صالح البرغوثي، من رام الله، عقب تنفيذه عملية إطلاق نار في مستوطنة عوفرا، أسفرت عن إصابة 11 جنديا إسرائيليا.
ولد الشهيد القسامي صالح عمر البرغوثي في قرية كوبر شمال غرب مدينة رام الله بتاريخ 16-8-1988م، وهو ابن القيادي المجاهد عمر البرغوثي " أبو عاصف" الملقب بجبل فلسطين.
وكان الشهيد القسامي صالح مميزاً في طفولته، فهو الشاب الملتزم صاحب البشاشة الدائمة المرتسمة على محيّاه، يحبُّ أن يداعب الجميع ويضاحكهم.
وقد حرم الشهيد صالح البرغوثي من والده الذي كان يقبع في سجون الاحتلال حين ولد، وحينما تزوج أيضا، ولم يجتمع مع والده وأشقائه جميعهم في البيت بدون غياب أحدهم، إلا مرة واحدة بعدما بلغ الـ29 من عمره، وقبل استشهاده.
القيادي أبو عاصف
أما والده القيادي عمر البرغوثي، فكان يعتبر واحدا من رموز المقاومة، وهو من أبرز قيادات حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في الضفة الغربية.
وقد ارتقى أحد أبناء القيادي عمر البرغوثي شهيدا، بينما اعتقلت سلطات الاحتلال نجله الآخر، الأول صالح الذي اغتالته قوات إسرائيلية خاصة في ديسمبر/كانون الأول 2018، والآخر عاصم الذي اعتقلته قوات الاحتلال بتهمة تنفيذه عملية إطلاق نار أدت إلى مقتل وإصابة عدد من الجنود الإسرائيليين شمال رام الله بعد ساعات من اغتيال شقيقه.
وتعرض عمر البرغوثي وأفراد أسرته جميعا للاعتقال والتعذيب في سجون الاحتلال، كما هدمت إسرائيل منزلي نجليه، فما كان منه إلا أن رفع الأذان على أنقاضهما في رسالة تحدّ واضحة للاحتلال.
عائلة مجاهدة
وقد قدمت عائلة البرغوثي الكثير على طريق الحرية، فعمه هو نائل البرغوثي أقدم أسير في العالم، وشقيقه أمضى في سجون الاحتلال 12عاماً ونيف، وخاله جاسر البرغوثي مُبعد إلى قطاع غزة، بالإضافة إلى سنوات المطاردة لوالده، وما صاحبها من تنكيل ومداهمات يومية لمنازل العائلة.
ويعرف عن صالح كما كل أولاد القيادي الراحل أبي عاصف البرغوثي التزامهم وصدق انتمائهم لدينهم ووطنهم، ويقال دائما إن هذا المنزل وُلد من الوطنية والنضال، ولا يحتضن إلا مقاومين.
وتعود البدايات الأولى لمقاومة بيت البرغوثي إلى العام 1978، حين اعتقلت قوات الاحتلال والد الشهيد صالح والأسير عاصم وشقيقه الأسير نائل، وابن عمهما المحرر في صفقة وفاء الأحرار فخري البرغوثي بتهمة قتل مستوطن، وحكموا جميعا بالسجن المؤبد ليفرج عن أبي عاصف بصفقة تبادل 1985، لكنه دخل السجن بعد ذلك مرات عديدة جاوز مجموعها ربع قرن.
ومن يذكر عائلة البرغوثي لا ينسى أبدا والدتهم الحاجة "فرحة" التي توفيت قبل سنوات، وهي أكثر أم أسير في فلسطين قرعت أبواب السجون زحفا خلف أبنائها، وعرفت بصلابتها وقوة بأسها.
وقد هدمت آليات تابعة لجيش الاحتلال الإسرائيلي منزل الشهيد الشاب صالح البرغوثي في قرية كوبر شمال غرب مدينة رام الله بالضفة الغربية، بعد خمسة أشهر على اغتياله.