27.82°القدس
27.5°رام الله
27.19°الخليل
28.73°غزة
27.82° القدس
رام الله27.5°
الخليل27.19°
غزة28.73°
الأحد 19 مايو 2024
4.69جنيه إسترليني
5.23دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.04يورو
3.7دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.69
دينار أردني5.23
جنيه مصري0.08
يورو4.04
دولار أمريكي3.7

خبر: المناطق الحدودية.. أماكن يسكنها الموت والقادم مجهول

يسدل الليل ستاره على المنطقة الحدودية لقطاع غزة ليبرز شبح الرعب الذي يخيم بظلاله على المواطنين العزل في تلك المنطقة، والتي تعتبر من أكثر الأماكن سخونة في أي مواجهة عسكرية وقعت أو قد تقع بين المقاومة الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي. ورغم سريان اتفاق التهدئة الذي وقع في 21 نوفمبر من العام المنصرم برعايةٍ مصرية في القاهرة، والذي يقضي وقف الاحتلال الإسرائيلي لكافة عملياته العسكرية، والسماح للفلسطينيين الوصول لأراضيهم الزراعية المحاذية للشريط الحدودي، إلا أن جيش الاحتلال يخترق شروط التهدئة بإطلاق نيران رشاشاته المختلفة على المزارع والمساكن في تلك المنطقة بشكل يومي، عدا عن قيامه بعمليات توغل محدودة. فالمواقع العسكرية التي تطل بثكنتها الإسمنتية المجهزة بالرشاشات الالكترونية تستهدف كل شيء يتحرك على طول الخط الفاصل لحدود قطاع غزة، الأمر الذي فرض على سكان تلك المناطق التحرك بخوف وحذر شديدين. [title]مسلسل رعب لا ينتهي[/title] المواطن "محمد أبو هداف" 53 عاماً أحد سكان المنطقة الشرقية لبلدة القرارة شمال شرق محافظة خان يونس، يعيش مع أسرته المكونة من سبعة أشخاص في بيت لا تمنع جدرانه الرصاص أو القذائف من اختراقه وربما إصابته من بداخله. فيضطر وجيرانه التزام منازلهم بعدما يخيم الليل بسبب قربهم من الحدود الفاصلة بين قطاع غزة والأراضي المحتلة أو ما يعرف "بخط الهدنة" والتي تشهد نصب كمائن لقوات الاحتلال بهدف قتل واعتقال كل من يقترب من الحدود. وما أن يصبح الصباح يتنفس "أبو هداف" وأسرته الصعداء بذهاب الكابوس الذي كان يحيط بهم طوال الليل وإن كان بشكل مؤقت فما هي إلا ساعات ويهجم الليل والخوف معه مجدداً عليهم، فيستغل ضوء النهار في إيصال أبنائه إلى المدرسة وتوفير ما يلزم من احتياجات للأسرة وزيارة الأٌقارب. إلى أن القوات الإسرائيلية تتعمد نشر الأجسام المشبوه على طول الشريط الحدودي المتاخم للأراضي المحتلة مما أدى إلى إصابة عدد من الأطفال جراء عبثهم بتلك الأجسام، وعدّ ذلك بجرائم الحرب التي يعاقب عليها القانون الدولي. [title]الأجسام المشبوهة[/title] أما الشاب "سلمان مهنا" 27 عاماً فيروي جانب آخر من تلك الحياة الصعبة والمتمثلة في الأجسام المشبوهة التي تتعمد قوات الاحتلال على نشرها في المناطق الحدودية، والتي سرعان ما تنفجر بمجرد لمسها من قبل الأطفال الذين يلعبون في المنطقة. ويشير مهنا إلى أن الحصار الذي يفرض عليهم طوال الليل بفعل إطلاق النار يحول دون أدائهم لصلاة الفجر، ناهيك خوفهم من الكلاب المتوحشة التي تنتشر في تلك المناطق وتقوم عادةً بمهاجمة المارة. [title]اعتداءات متواصلة[/title] وبحسب عمليات الرصد والتوثيق لدى المراكز الحقوقية فإنه منذ تاريخ وقف إطلاق النار 22/11/2012 وحتى نهاية شهر فبراير من العام الحالي، فتحت قوات الاحتلال النار تجاه المدنيين الفلسطينيين 72 مرة في المناطق القريبة من الحدود، وتوغلت 10 مرات، وتسببت هذه الانتهاكات في قتل "4" فلسطينيين، وإصابة "88" شخصاً بجراح متفاوتة.