آلام شديدة، وآهات تخنق صاحبها وهو يصارع المرض والوجع وحيدًا ومكبلًا في سجون الاحتلال، لا يقوى إلا على تذكر وتَمنّي يد حانية تمسك يده، تضمه وتُقاسمه الألم فتهون عليه أوجاعه، وتبرأ جراح قلبه.
لكنه يعلم، أن تلك الجدران العالية والقضبان السميكة، لا تمنع أهله وأحبته من الشعور به، فألمهم واحد، وخشيتهم من تكرار جريمة قتل الأسرى المرضى وإعدامهم البطيء حاضرة في أذهانهم، لا سيما بعد استشهاد الأسير ناصر أبو حميد في 20 كانون أول/ ديسمبر الجاري، بعد صحته نتيجة إصابته بالسرطان.
وتُبدي عائلات الأسرى المرضى خشية حقيقية من مصير مجهول ينتظر أبناءهم، في ظل استمرار إدارة سجون الاحتلال في سياسة الإهمال الطبي، ورفض تقديم العلاج المناسب لهم وفتك المرض بأجسادهم.
وتفتحت جراح ومواجع أكثر من 600 عائلة فلسطينية على أبنائها الأسرى المرضى في سجون الاحتلال، بعد استشهاد "أبو حميد"؛ خشية أن يصلهم ذات الخبر الصاعق الذي وصل والدته قبل أيام باستشهاد ابنها.
ويقبع 24 أسيرًا مريضًا بالسرطان في سجون الاحتلال، وهم بحاجة ضرورية للعلاج، منهم من توقفت الجرعات الكيماوية له بعد اعتقاله، وآخرون يرفض الاحتلال نقلهم للمستشفى.