قال المتحدث باسم وكالة (أونروا)، عدنان أبو حسنة، إن هناك مطالب محقة للعاملين في الوكالة، "لا نستطيع أن نقول لها لا"، مثل زيادة الأجور، لأن أي شخص في العالم له الحق في مطالبه بزيادة أجره.
واستدرك في مقابلة خاصة مع "استوديو الوطن": "طلب زيادة الأجور مِن مَن؟ مؤسسة أممية لديها موارد معروفة، وهذه المؤسسة تتصرف حسب مواردها".
وشدد أبو حسنة على أن "(أونروا) ليست شركة خاصة، وهناك تغيرات في العالم، والمال الذي يأتي للوكالة أصبح مغمساً بالتسول والتوسل، ومغمساً بالجهد الكبير، لأن الأمر لم يعد مثل السابق"، وفق تعبيره.
عام 2023 "عنق الزجاجة" لأونروا
ولفت المتحدث باسم وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين إلى أنه "في عام 2002 كان لدى (أونروا) احتياطي نقدي، وهذه الأيام كنا نطلق عليها (أيام الدلال) للفلسطينيين، لكن اليوم لم تعد قضيتنا إن كان (أونروا) أو كقضية فلسطينية، أولوية لدى المجتمع الدولي، لأن الوضع اختلف تماما".ً
وأشار أبو حسنة إلى أن (أونروا) الآن أصبحت أكثر عرضة للتغيرات السياسية في العالم، وهناك برلمانيون في الاتحاد الأوروبي لا يعرفون (أونروا)، وهناك لوبيات تعمل لإسقاطها، وهناك من يتمنى أن يصحو صباحاً، ولا يراها موجودة.
وتابع: "اليوم تم تحديد ميزانية الوكالة لعام 2023 ميزانية طوارئ وبرامج، مع العلم بأن المفوض العام الآن أصبح يجلس مع المعارضة في الدول الأوروبية، وهذه للمرة الأولى في تاريخ الوكالة".
وأكد المتحدث باسم (أونروا)، أن الوكالة تقدم خدماتها لمليون و600 ألف لاجئ في غزة والضفة الغربية، وهذا العام هو عام صعب على الوكالة وهو يمثل "عنق الزجاجة"، ونحن "مستعدون لزيادة الرواتب ولكن بشرط قطع الكوبونات"، وفق تعبيره.
ولفت أبو حسنة إلى أن الدعم العربي لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين، انخفض بنسبة 90%، رغم كل الجهود التي يقوم بها الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط ورغم الحديث المستمر من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي.
ونوه أبو حسنة أن رواتب الموظفين الدوليين ليست من ميزانية (أونروا)، حيث أنهم يتلقون رواتب من ميزانية الأمم المتحدة في نيويورك، وعندما تقرر الأمم المتحدة رفع عدد الموظفين الدوليين هذا شيء إيجابي، لأن ذلك يعمل على تقوية (أونروا) دون أن تكلف ميزانيتها من ناحية الرواتب، باستثناء مركباتهم ووقودها.
الإضراب يدفع ثمنه اللاجئون
وفيما يتعلق بأزمة اتحاد العاملين ومطالبهم النقابية، أكد المتحدث باسم (أونروا)، أن الوكالة ستشكل لجنة تشمل الاتحادات وأطرافاً خارجية مستقلة، وسيكون هناك مسح فني، بالإضافة إلى توصيات، والنتائج سيتم الإعلان عنها.
وحول الإضراب الشامل الذي أقره اتحاد العاملين في (أونروا) يوم الاثنين المقبل، أكد أبو حسنة أن "اللاجئين الفلسطينيين من سيدفعون الثمن، اللاجئون الأكثر هشاشة مثل المرضى وغيرهم، وفي النهاية سيتم الجلوس على الطاولة".
وأكد بأن على "الاتحاد أن يُصعد، ولكن أنصح اتحاد العاملين بأنه يجب تجنيب الخدمات من عيادات ومدارس، ويجب ألا تُغلق عيادة أمام مريض سكر، لأن هذا غير مقبول لا من ناحية إنسانية ولا فلسطينية ولا وطنية وهذا رأيي الشخصي كلاجئ فلسطيني".
ملف عدوان 2014
وفيما يتعلق بملف متضرري عدوان عام 2014، أكد أبو حسنة أن هناك اجتماعات تمت بين مدير عمليات (أونروا) في قطاع غزة، توماس وايت، ومتضرري عدوان 2014، وتم الاتفاق على طرح سيناريوهات في المستقبل، ولكن اليوم لا يوجد تمويل.
وقال: "هناك توجه وهناك جدية لمعالجة هذا الملف، ولكن متى وكيف، هناك رؤية تتبلور، لم يتم التوصل لتحديد مبالغ مالية في هذا الملف، يجب أن نكون حذرين في التفاؤل، والتوجه الجدي لحل الملف هو الجديد".
ملف عدواني 2021، 2022
وفيما يخص عدوان آيار/ مايو 2021، أكد أبو حسنة أن كل الأضرار للمنازل الجزئية انتهت، حيث تمت إعادة ترميم وإعمار 7000 بيت وأكثر، أما بالنسبة للبيوت المدمرة تدميراً شاملاً، نحن في المرحلة النهائية لهذا الملف والذي سينتهي قريباً".
أما ملف متضرري عدوان 2022، أعرب أبو حسنة عن أسفه الشديد بأنه حتى الآن لم يتقدم مانحون لحل هذا الملف، حتى الآن وهناك مطالبات لـ (أونروا) للتدخل لكن لا توجد دول مانحة.
وتابع: كل البيوت التي تدمر تدميراً شاملاً، (أونروا) دفعت لها بدل إيجار، بالنسبة لهذا الملف كل الحروب التي مرت دفعنا بجل إيجار.
ولفت أبو حسنة إلى أن (أونروا) بدأت مشروعاً حيث أن هناك 225 وحدة سكنية من البيوت الآيلة للسقوط داخل المخيمات، ليس لها علاقة بالحروب، سيتم إعادة ترميمها.
وأوضح المتحدث باسم وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، أن لدى الوكالة قاعدة بيانات، واللاجئ الفلسطيني لديه ثقافة كاملة بما يتعلق بالخدمات التي تقدم من قبل وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين، وغالبية اللاجئين بحاجة إلى مساعدات.
وقال أبو حسنة: عدد اللاجئين الذين يتسلمون مواداً غذائية مليون و140 ألف لاجئ فلسطيني، وسيرتفع العدد إلى أكثر من مليون و200 ألف لاجئ، في نهاية هذا العام.
وتابع: "في غزة مئات الآلاف من الأشخاص وعشرات آلاف العائلات لا تستطيع أن توفر وجبتين لأبنائهم في اليوم الواحد.