رغم الانحياز الجمهوري الأمريكي لليمين الإسرائيلي، فإن ذلك لم يمنع وزير الخارجية السابق مايك بومبيو، الذي قد يترشح لرئاسة الولايات المتحدة في 2024، من اتهام رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو من تسريب التزام أمريكي بتحالف دفاعي قبل الانتخابات الإسرائيلية في 2020.
وأكد أن "نتنياهو كان يعلم أنها كذبة، لكنها كانت قصة جيدة بالنسبة له"، متهما السفيرة السابقة لدى الأمم المتحدة نيكي هيللي بأنها "قالت أشياء لطيفة عن إسرائيل، لكنها لم تفعل أكثر من ذلك".
دانيال أديلسون مراسل صحيفة يديعوت أحرونوت في نيويورك، أكد أن "اتهام نتنياهو بالتسريب الكاذب عن التزام أمريكي بتحالف دفاعي بين الجانبين جاء في كتاب سيرته الذاتية، مؤكدا أن نتنياهو كان يعلم أنها "كذبة"، لكنه اختار تسريبها من أجل الترويج لنفسه خلال الانتخابات لأنها "كانت قصة جيدة بالنسبة له"، كاشفا أن ذلك ورد في إعلان رسمي صادر عن نتنياهو بعد اجتماع مدته 90 دقيقة كان مقررا بناء على طلبه بين ممثلي الدولتين في لشبونة بالبرتغال في كانون أول/ ديسمبر 2019".
وأضاف في تقرير ترجمته "عربي21" أنه "جاء في كتاب بومبيو بعنوان "Never Give an Inch: Fighting for the America I Love" -"القتال من أجل أمريكا التي أحبها"- أن تسريب نتنياهو الكاذب جاء في وقت كان يستعد فيه لحملته الانتخابية في 2020، وعمل على حشد الدعم في خطته لضمّ أجزاء من الضفة الغربية، لكنه خشي أن جاريد كوشنر صهر الرئيس السابق دونالد ترامب ومستشاره، كان من المقرر أن يعلن في أي لحظة عن صفقة القرن، وكان بومبيو ومستشاره الكبير بريان هوك جزءًا من الفريق العامل على إنجازها".
وأكد أن "التحالف الدفاعي الذي تحدث عنه نتنياهو "كذباً" مع الأمريكيين يتطلب موافقة الطرفين قبل أي عمل عسكري، بما في ذلك إرسال قوات مشتركة لأي حرب أو عملية كبرى يشاركان فيها، وقال حينها عقب اجتماع لشبونة إننا "اتفقنا على دفع قضية التحالف الدفاعي للأمام، ولها أهمية كبيرة".
واستدرك بالقول إنه "رغم هذا الاتهام المحرج لنتنياهو، فإن بومبيو، المسيحي الإنجيلي، كرّر في كتابه "التزامه بمواصلة العلاقة الخاصة بين إسرائيل والولايات المتحدة، بزعم أن بقاءها مهم لأمن وازدهار كل أمريكي، وقد استلهم الكثير من قصة تأسيس إسرائيل، وهو ملتزم بالحفاظ عليها قوية أكثر من أي وقت مضى".
وأوضح أن "اتهامات بومبيو لم تقتصر على نتنياهو فقط، بل شملت أيضاً سفيرة الولايات المتحدة السابقة لدى الأمم المتحدة نيكي هيللي، التي تسببت تصريحاتها العلنية المؤيدة لإسرائيل بأن جعلتها صديقة كبيرة لها، سواء في أعين الإعلام الجمهوري أو الجالية اليهودية في البلاد، وقد لعبت دور البطولة في المؤتمرات السنوية للمنظمات اليهودية المهمة، واعتبرت أول شخصية جمهورية قد تفوز في الانتخابات بأغلبية الأصوات اليهودية".
وأشار إلى أن "بومبيو زعم في كتابه أن التقدير والسحر المحيط بهيللي، وهي مرشحة محتملة لمنافسته في الانتخابات الرئاسية الأمريكية عن الحزب الجمهوري، مبالغ فيهما، فقد قالت أشياء لطيفة عن إسرائيل، لكنها لم تفعل الكثير، ووصف عملها بأنه أقل أهمية بكثير مما يعتقده الناس خلال فترتها القصيرة في المنظمة الدولية، لكن الولايات المتحدة على وجه التحديد كانت في أمسّ الحاجة إليها للحفاظ عليها".
تجدر الإشارة إلى أن بومبيو مثّل رمزا جمهوريا منحازا لدولة الاحتلال، من حيث دعمه إياها في المحافل الدولية، وزيارته لمستوطناتها في الضفة الغربية والجولان المحتلين، وتجريم حركة المقاطعة لها.. وهي كلها مواقف سوف يستعين بها في حملته الانتخابية القادمة التي تشهد منافسة حامية بين عدد من المرشحين الجمهوريين.