كان طلاب المدارس في غاية السعادة يوم الاثنين، فهم لن يذهبوا إلى المدارس، ولن يستيقظوا مبكرًا كالعادة، فقد أعلن اتحاد الموظفين العرب بغزة الإضراب عن العمل، الذي شمل المدارس والعيادات الصحية والمرافق العامة للأونروا.
فهل يستحق موظفو الأونروا المساندة والدعم؟ أم جاء إضرابهم في غير موعده؟
يقول المكلفون بقيادة اتحاد الموظفين العرب في غزة، أننا حاولنا تفادي خطوة الإضراب، وأجرينا حوارًا مع إدارة الوكالة على مدار اليومين الماضيين، ولكنها رفضت الاستجابة لمطالبنا العادلة.
فما هي المطالب؟ وهل هي مطالب شخصية تتعلق بالراتب؟ أم مطالب عامة إنسانية؟
أولًا: إدارة الأونروا تتحايل على الواقع المعيشي الصعب في قطاع غزة، وتقوم بملء الشواغر الوظيفية بعمال اليومي، والعامل اليومي لا حقوق له، لذلك يطالب الاتحاد تعيين 2000 موظف جديد، مع كامل الحقوق الوظيفية، وكفى لعمال البطالة اليومي، ويضرب اتحاد الموظفين مثلاً بالموظفين المتقاعدين، إذ تقوم إدارة الوكالة بتوظيف بدلًا من المتقاعدين موظفين باليومي.
ثانيًا: بلغت نسبة عمال البطالة في دائرة صحة البيئة، وفي مدارس الأونروا 35%، وهذه النسبة تعادل 700 وظيفة ثابتة، وما أحوج أهل غزة لهذه الوظائف الثابتة.
ثالثًا: يطالب اتحاد الموظفين بمسح الرواتب، ومواكبة المتغيرات المعيشية، وذلك بتشكيل لجنة محايدة، تقوم بالمواءمة بين الراتب وغلاء المعيشة الفاحش.
رابعًا: قدمت إدارة الأونروا مقترحًا بزيادة عدد الحصص لمعلمي الإعدادي ـ 27 حصة في الأسبوع ـ وزادت عدد حصص معلمي الابتدائي، والنتيجة لزيادة عدد الحصص تخفيض عدد المعلمين، لذلك يطالب اتحاد الموظفين بتخفيض عدد الحصص، وزيادة عدد الموظفين في الأونروا، بما يخدم سكان قطاع غزة.
خامسًا: تحويل موظفي العقود المؤقتة والجزئية إلى عقود دائمة، وهؤلاء يزيد عددهم عن 750 موظفًا تقريبًا، وهم بوظيفة مؤقتة منذ عدة سنوات، وقد لحقهم إجحاف وظيفي.
سادسًا: يطالب اتحاد الموظفين بإلغاء قانون التوظيف على أسس اجتماعية، إذ ترفض إدارة الوكالة توظيف أخ الموظف، أو ابنه، أو ابنته، وفي هذه اجحاف بحق العدالة الاجتماعية، اتحاد الموظفين يطالب باعتماد الكفاءة في التوظيف، ووفق نتائج الاختبارات والمقابلات، دون أي واسطة أو تدخل.
سابعًا: شخصيًا، لا أتفق مع مطالب اتحاد الموظفين بدوام عيادات الأونروا مدة 5 أيام في الأسبوع، بدلًا من 6 أيام، فالمريض بحاجة إلى الطبيب والعلاج على مدار اليوم، وقد يتأذى بعض المرضى من إجازة العيادات ليوم واحد في الأسبوع.
ثامنًا: اتحاد الموظفين في قطاع غزة جزء من قضية اللاجئين الفلسطينيين، لذلك، فمن المنطق أن يقف اتحاد موظفي غزة مع اتحاد موظفي الضفة الغربية، ويطالب بعودة رئيس اتحاد الموظفين في الضفة الغربية إلى عمله.
ونحن الشعب الفلسطيني الذي يعيش تحت الاحتلال، ويعاني الحصار في قطاع غزة، نقف بكل قوة خلف مطالب اتحاد الموظفين العرب، ونناشد إدارة الأونروا بالاستجابة السريعة لمطالبهم العادلة، وإذ نقدر الدور المهم الذي يقوم به مدير مكتب غزة الإقليمي السيد توماس وايت، لا نتمنى أن تتصاعد الخطوات الاحتجاجية، لتصل إلى تنظيم مسيرات تضم عشرات آلاف الموظفين والجماهير، لتزحف من كل مناطق قطاع غزة، باتجاه مقر الأونروا الرئيس، لإيصال رسائل المقهورين.