أصيب سكان بلدة لبنانية بحالة من الذعر والهلع بعد ظهور حفرة عميقة فجأة وسط البلدة، وكانت الحفرة التي تم اكتشافها بين بلديتي بشوات وبرقا مغطاة بالتربة السميكة ولم تكن ظاهرة على سطح الأرض.
ويأتي ذلك بعد تداول معلومات عن احتمال تعرض لبنان، لزلزال ضخم على غرار ما وقع في تركيا وسوريا في شباط الماضي.
وتزامن ظهور هذه الحفرة مع ظهور أخرى مماثلة لها، في مدينة “قونية” التركية تشكلت فجأة، ما أثار المخاوف من ارتباطها بالزلزال والهزات التي تضرب ولايات تركية عدة في الآونة الأخيرة.
ووفق خبراء فإن الحفرة الضخمة يتراوح قطرها بين 2 و3 أمتار وبعمق أولي يزيد عن 25 متراً.
ورجح الفريق العلمي أن تكون الحفرة قد تعرضت مع الوقت لعملية أدّت إلى انهيارها، وقد تكون الارتجاجات الزلزالية الأخيرة قد سارعت بهذا الانهيار فأظهر الفجوة موضع الكشف.
وأشار موقع “العربية نت” إلى أن الحفرة يرجح أنها حدثت بسبب عوامل طبيعية لا سيّما الهزات الأرضية التي حصلت مؤخراً.
حيث بيّن الكشف الأولي أن موقعها هو “نقطة ضعف جيولوجي” وكانت جاهزة للانهيار.
وبعد الكشف عن الفجوة الأرضية التي ظهرت في خراج بلدة برقا البقاعية شكل المجلس الوطني للبحوث العلمية وفداً ممن أهل الاختصاص ضم من مراكزه كلاً من د. أمين شعبان –مدير أبحاث في المركز الوطني للإستشعار عن بعد ود. مارلين البراكس مديرة المركز الوطني للجيوفيزياء.
بالإضافة إلى د. محسن رحال رئيس قسم الهندسة المدنية في معهد الهندسة العالي في بيروت بجانعة القديس يوسف
الحفرة في منطقة تسود فيها الصخور الكلسية
وقال المجلس الوطني للبحوث العلمية في بيان له، إن الفجوة المذكورة موجودة في منطقة تسود فيها الصخور الكلسية التابعة للعصر الجيولوجي الطبشوري الأوسط وذلك ضمن منخفض تابع لمجرى مياه سطحي مغطى بتربة طينية متشققة وسميكة –أكثر من 10 أمتار عمق-
وأضاف التقرير أنه يمكن ملاحظة الكثير من هذه الحفرة في عدة مناطق في لبنان مثل المنطقة الواقعة مابين عيون السمان –حدث بعلبك إلا أن هذه الفجوة-بحسب التقرير- كانت مغطاة بالتربة السميكة ولم تكن ظاهرة على سطح الأرض.
ومضى التقرير أن هذه الظاهرة طبيعية وهناك احتمال لوجود العديد من هذه الفجوات المغطاة بالتربة السميكة في المنطقة.
ودعا البيان الأهالي إلى أخذ الحيطة عند ملاحظة تشققات في التربة السطحية، مشيرين إلى أن المجلس سيعمد مع فرق مختصة إلى العمل على بعض المسوحات الجيوفيزيائية الإضافية التي تتيح معرفة المزيد عن امتداد وانتشار الفجوات في هذا الموقع.
وأوصى المجلس في بيانه بـ”ضرورة تسييج الفجوة بسياج متين (لا شريط لاصق كالموجود حاليًّا)، مع أخذ هامش واسع يتخطّاها بعدّة أمتار، وذلك لتنبيه المواطنين من المرور بمحاذاتها خاصّةً وأنّها قابلة للتّوسّع نظرًا لهشاشة التّربة، ولأنّ وجود فجوات مجاورة ليس مستبعدًا بسبب طبيعة المنطقة كما ذُكر آنفًا؛ مع ضرورة أن يُصار بسرعة إلى ردم الفجوة حفاظًا على السّلامة العامّة”.
