يستخدم خبراء علم النفس الألوان في العلاج، اعتقاداً أن الألوان تؤثر في المزاج والسلوك وردود الفعل الفيزيولوجية. مهندسو الديكور الداخلي، من جانبهم، يعتمدون على الألوان ودلالاتها وتأثيراتها، أثناء الاشتغال على تصميم المساحات الداخلية، واضعين نصب أعينهم تأمين الراحة لمستخدمي هذه المساحات، وفسح المجال واسعاً أمام هؤلاء للتعبير عن ذواتهم، بحرية. لناحية الألوان التي تحيط بنا كيفما جلنا ببصرنا، يُلاحظ أن البرتقالي يروج في إطار ألوان الديكور هذا العام (2023). تتصل باللون المذكور، الإيجابية والتفاؤل.
البرتقالي لون مشرق يشي بالأناقة ويضيف البهجة إلى أي فراغ معماري، كما يوحي بالإبداع، كونه يشجّع على التفكير والابتكار، الأمر الذي يخلق جوّاً دافئاً وجذاّباً. يبدو حضور اللون المذكور مثاليّاً، في المساحات التي تفتقر إلى الإضاءة الطبيعية، لكون البرتقالي مضيئاً ومشرقاً. إلى ذلك، يشيع اللون المضيء الطاقة، الأمر الذي يفسّر استخدام البرتقالي في المساحات الداخلية التي تعرف تجمعات الناس، مثل: غرفة المعيشة وغرفة الطعام.
من جهة ثانية، يوحي البرتقالي بالتفاؤل، لذا هو مرغوب في أماكن العمل الإبداعية.
وسادة Ithaque من هيرميس Hermès
حامل شمعة Dakota من Reflections Copengagen، متوفر لدى tanagra.me
المزهريتان من Interiors
لوحة الألوان
يتطلب دمج البرتقالي بالتصميم الداخلي الخاص بالمشاريع السكنية، مراعاة لوحة الألوان وعناصر التصميم، فالبرتقالي قوي ولافت للنظر، لذا يجب أن يوظف بصورة متوازنة مع الألوان المحايدة، مثل: الأبيض أو الرمادي أو البيج. بالمقابل، يقود الإفراط في استخدام البرتقالي إلى الفوضى في الفراغ. في هذا الإطار، ينصح بجعل اللون مميزاً، من خلال اختيار الأثاث المكسو بنسيج برتقالي أو لوحة أو عناصر زخرفية.
الجدير بالذكر أن درجات البرتقالي تتفاوت من تلك الساطعة والجريئة إلى اللطيفة والصامتة. لذا، عند اختيار درجة البرتقالي، لا مناص من مراعاة جوّ الغرفة وأسلوبها؛ فقد يحقّق البرتقالي اللمّاع والجريء نتيجة جيدة في المساحة الداخلية «المودرن»، فيما البرتقالي الأكثر نعومة يناسب الأمكنة المسقوفة المستوحاة من طراز قديم.
بحسب المهندس محمد راضي، عندما يتعلق الأمر بمطابقة البرتقالي مع الألوان الأخرى في التصميم الداخلي، هناك مجموعة واسعة من الألوان التي يمكن دمجها ببعضها البعض، لإنتاج تصميم موحد ومتوازن، معدّداً الآتية:
الأزرق أو الأخضر: هما لونان باردان مكمّلان للبرتقالي الدافئ. لذا، يصحّ إقران البرتقالي اللماع بالأزرق الداكن أو الأزرق «الباستيل» الناعم لتباين جذاب. كما يؤدي دمج البرتقالي بالأخضر الداكن أو الفاتح إلى تحقيق مظهر طبيعي لافت.
الوردي أو الأرجواني: يناسب كل منهما البرتقالي، وذلك في أي تصميم أنثوي. في هذا الإطار، يحقق الوردي «الباستيل» الناعم بيئة رومانسية، فيما يستخدم الفوشيا الأكثر جرأة من الراغبين/ات بلوحة ألوان جريئة وحيوية.
الألوان المحايدة: هي كثيرة، لكن الرمادي أو البيج أو الأبيض يساعد في موازنة جرأة البرتقالي. لذا، ينصح باستخدام الرمادي الفاتح أو المتوسط في الخلفية، مع لمسات بالبرتقالي، أو يمزج الرمادي الداكن بالبرتقالي الأكثر إشراقاً للحصول على تباين مذهل.