كشفت مصادر مطلعة على قمة "شرم الشيخ"، اليوم الثلاثاء، تفاصيل جديدة عن القمة، التي شاركت فيها القاهرة والأردن والسلطة الفلسطينية والإدارة الأمريكية والاحتلال الإسرائيلي.
وقالت المصادر، إن اجتماعات ثنائية واتصالات مكثفة على مستويات سياسية وأمنية عدة، جرت بين مسؤولين مصريين، وأطراف شاركت بالاجتماع الخماسي الذي عقد في شرم الشيخ المصرية، أول من أمس الأحد، وذلك قبيل انعقاد الاجتماع.
وبحسب المصادر، فإن الاجتماعات الأهم التي عقدها المسؤولون المصريون في وزارة الخارجية كانت مع الجانب الأميركي، وأن الأخير ركز مطالبه التي عرضها على المصريين، والتي هي بالأساس مطالب إسرائيلية، على ضرورة التفاهم مع الفصائل الفلسطينية وإقناعها بتخفيف التصعيد والعمليات خصوصاً في شهر رمضان، مقابل حوافز أميركية لمصر، على رأسها تقديم مساعدات عاجلة تساعد القاهرة في التعاطي مع الأزمة الاقتصادية لا سيما في شهر رمضان، ووعود بالنظر في مسألة المساعدات العسكرية الأميركية المعلقة.
ووفقاً للمصادر، فإن الجانب المصري كان متفهماً لتلك المطالب، لكنه كان محذراً في الوقت ذاته من أن الخطوات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، والاعتداءات المتكررة على الفلسطينيين من شأنها أن تساهم في تفجير الموقف أكثر، ومطالباً بأن يتم الضغط على الجانب الإسرائيلي لوقف تلك العمليات، قبل محاولة إقناع فصائل المقاومة الفلسطينية بوقف عملياتها.
وأوضحت المصادر أن المسؤولين المصريين حذروا من حدوث عمليات اغتيال إذا لم تلتزم إسرائيل بتعهداتها، خصوصاً بنود تفاهمات العقبة، مضيفة أن المسؤولين الأميركيين من جانبهم أبدوا تفهماً للموقف المصري، وأكدوا دعوتهم إسرائيل إلى الالتزام بما تم الاتفاق عليه، وتحذيرهم من نتيجة استمرار التصعيد والعنف ضد الفلسطينيين.
وأكدت المصادر في حديثها لصحيفة "العربي الجديد"، أن الجانبين المصري والأردني اشترطا التأكيد على الالتزام بعدم المساس بالوضعية التاريخية القائمة للأماكن المقدسة في القدس والوصاية الهاشمية عليها، ووقف الاستيطان، حتى لو كان بشكل مؤقت.
وأشارت المصادر إلى أن جميع الأطراف بذلت جهوداً لتحقيق التهدئة، خصوصاً مصر، التي حرصت على التوصل إلى تسوية سلمية والحفاظ على التهدئة والاستقرار في المنطقة، مع التأكيد على ضرورة أن تلتزم "إسرائيل" بوعودها، وتتخلى عن سياسة التنصل من العهود، وأنه على المجتمع الدولي أن يضع في اعتباره أن غض الطرف عما يحدث في الأراضي المحتلة، يجعل مبدأ حل الدولتين أبعد عن الواقع، وهو ما يفشل جهود تحقيق الاستقرار.