نعم أوقف الأسرى الأبطال تحركاتهم التي كانوا عازمون عليها بعد الخطوة الأولي، ومن ثم استجابة إدارة السجون الإسرائيلية لمطابهم، وقد كانت لدى الأسرى العزيمة على مواصلة إجراءاتهم ضد محاولة الاحتلال التضييق عليهم بشكل سافر، وقبل البدء بتنفيذ ما كان الأسرى يتوعدون سلطات الاحتلال به وبعد تفاوض جرى بين الاحتلال واللجنة العليا للأسرى داخل المعتقلات أسفرت عن تراجع إدارة السجون عن إجراءاتها، وإعادتها كل انجازات الأسرى التي سبق أن انتزعوها من سلطات السجون.
الاحتلال كان يدرك من خلال تجربته السابقة مع الأسرى أنهم جادون في كل ما توعدوا به إدارة السجون، والمستوى العسكري والسياسي كان يراقب تحرك الشارع الفلسطيني وكان على علم أن ثورة الأسرى في السجون وخاصة في رمضان ستفجر الأوضاع أكثر مما هي عليه، وهذا يضع الكيان في حرج شديد خلال شهر رمضان الذي كان يحذر فيه ولا زال من ثورة كبيرة قد يقودها الفلسطينيون، فكان الموقف هو تراجع إدارة السجون واستجابتها لمطالبهم حتى لا تثار الأمور أكثر.
نعم تراجعت إدارة السجون، ونحسب أن يكون هذا التراجع مؤقتا بسبب دخول شهر رمضان حيث يخشى الاحتلال من تصاعد الأحداث داخل الأراضي الفلسطينية فيكون التراجع مؤقتا حتى تنقضي أيام رمضان ويعودوا الى ما كانوا يتوعدون به الأسرى.
ولذلك عودة الاحتلال عن تنفيذ ما تعهد به خلال التفاوض مع الأسرى سيكون في حسبان الأسرى، وهم يدركون أن الاحتلال قد يتراجع، ولذلك هم على يقظة تامة ولن يترددوا في تنفيذ اضرابهم الجماعي عن الطعام بالطريقة التي أعلنوها سابقا، إضافة إلى تحويل ساحات المعتقلات إلى ساحة حرب مع السجانين مهما كلفهم الأمر من ثمن، وعليه علينا نحن خارج المعتقلات أن نكون على أهبة الاستعداد و مراقبة سلوك المحتل، وأن تكون عزيمتنا عزيمة قوية وإرادة حاضرة على الدوام للوقوف الى جانب الأسرى والتأكيد لهم أنهم ليسوا وحدهم بل كل الشعب معهم ولن يتركهم وحدهم بل سيقف إلى جوارهم ويكون معهم ويقدم كل ثمن يحتاجه الأسرى مهما غلى، وهذا عهدنا معهم ولن نتركهم وحدهم في مواجهة المحتل.
على الاحتلال أن يدرك أن الأسرى خط أحمر ؛ التعدي عليه سيفجر المنطقة وسيجعل الأوضاع أكثر سخونة واضطراب ضد الاحتلال وجنوده ومستوطنيه، فلا يحلم بالاستفراد بالأسرى وإن ظن أنهم وحدهم ويمكن الاستفراد بهم، فهو مخطئ وعليه أن لا يجرب.