9.45°القدس
9.21°رام الله
8.3°الخليل
15.65°غزة
9.45° القدس
رام الله9.21°
الخليل8.3°
غزة15.65°
الخميس 05 ديسمبر 2024
4.6جنيه إسترليني
5.1دينار أردني
0.07جنيه مصري
3.81يورو
3.62دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.6
دينار أردني5.1
جنيه مصري0.07
يورو3.81
دولار أمريكي3.62

خبر: أوباما وعباس في مواجهة الجهاد وحماس

الأخبار الواردة عن اللقاء بين الرئيس الأمريكي أوباما وبين السيد عباس، تحمل بين طياتها دلالات كثيرة، ولكن الأهم من ذلك، ما جرى قبل تحديد موعد لهذا اللقاء، وهل كان يقبل الرئيس الأمريكي أن يعقد لقاءً فاشلاً ؟ وهل يقدر السيد عباس أن يخرج من اللقاء مع الرئيس الأمريكي غاضباً، متحدياً، في الوقت الذي يتسلم فيه السيد عباس مبلغ 600 مليون دولار مساعدات أمريكية سنوية؟ وهل يقدر عباس أن يتوجه إلى الأمم المتحدة بطلب العضوية، ولا يأخذ بعين الاعتبار ردة فعل الرئيس الأمريكي الذي يلتقيه؟. اللقاء بين الرجلين سيفتح طريق التفاوض أمام السيد عباس، وسيأذن له بأن يخرج بطلاً، وسيحصل على صيغة حل، تسمح بالعودة إلى المفاوضات، وترضي أقطاب السلطة الفلسطينية، وتفتح لهم الأبواب للتهليل والتكبير بالنصر الذي حققه عباس في الأمم المتحدة، وتشيد بخطوات الرجل الجريئة الشجاعة، وتثني على صموده في وجه الضغوط بما في ذلك الضغط الواقع من الكونجرس الأمريكي. في هذا الإطار أزعم أن من أهم أسباب اعتراض حركتي حماس والجهاد الإسلامي على خطوات السيد عباس الانفرادية هو خشيتهما من هذه النتائج، وخوفهما من هذه اللحظة التي يبلغ فيها الشد بالقضية الفلسطينية حداً لا يسمح لحبل المفاوضات أن ينقطع، ولا يسمح للجماهير للتعبير الحر عن موقفها الغاضب من الاحتلال، حين يعرض السيد عباس خروج الجماهير في رام الله على هيئة علم مسرحي، معلوم النتائج، ومعروفة الأهواء، لأن كل تحرك جماهيري منظوم بخيط الأجهزة الأمنية هو تحرك لا يخيف المستوطنين، وكل تحرك جماهيري يهدف إلى تنفيس احتقان الجماهير، لا يحرر وطناً، لذا كان اعتراض حركتي حماس والجهاد يستند إلى ثلاثة معطيات ميدانية. أولاً: عدم حرص عباس على تحقيق المصالحة الفلسطينية قبل التوجه إلى الأمم المتحدة، وهذا ما يثير الشكوك حول جدية الرجل في المواجهة مع أمريكا و(إسرائيل)، ويؤكد عدم وجود نية صادقة للرجل كي يخط طريقاً آخر غير طريق المفاوضات. ثانياً: تنبيه السيد عباس لقادة الأجهزة الأمنية بمنع أي احتكاك بين الفلسطينيين الغاضبين وبين الجيش الإسرائيلي والمستوطنين، وإصرار السيد عباس على مسيرات سلمية، تخلو من رجم الاحتلال بحجر صغير. ثالثاً: إصرار السيد عباس على أن ما يقوم فيه من خطوات لا يهدف إلى عزل (إسرائيل)، وإنما يهدف إلى عزل الاحتلال، وفتح الطريق إلى مفاوضات لا يرى السيد عباس عنها بديلاً. إن لقاء السيد عباس مع الرئيس الأمريكي سيحقق للسيد عباس ما حلم فيه من إعلان أمريكي، واستعداد إسرائيلي للعودة إلى المفاوضات على أساس حدود 67، مع تبادل الأراضي، وبهذا يكون عباس قد سجل بطولة بلا معارك بطولية، وسجل موقفاً متشدداً بلا مواقف ثابتة، وعاد للمفاوضات وكأنه حقق كل تطلعات الشعب الفلسطيني.