يمكن أن يساعدك فهم لغة الحب لدى طفلك وإشاراته السلوكية على اكتشاف العلامات التي تدل على أنه يثق بك ويحبك، فعندما يحدّق طفلك في وجهك أو يبكي كلما غادرتِ الغرفة؛ فإن طفلك يخبرك بطريقة غير لفظية أنه "يحبك". فإن معرفة مثل هذه العلامات والإيماءات الصغيرة؛ هي تعبيرات كبيرة عن المودة حتى لو لم يكن قادراً على قول هذا بعد.

تبدأ الرابطة بين الطفل والأم فور الولادة، وعندما يبكي طفلك وتستجيبين له بسرعة؛ فأنتِ بذلك تبنين وتقوين الرابطة بينكما، ويعد هذا الارتباط هو الأساس للصحة العاطفية والتعبيرات المستقبلية عن الحب بين كلّ من الأم والطفل، فبعد الولادة بفترة وجيزة قد تلاحظين أن طفلك يهدأ عند حمله، وهذا أمر طبيعي تماماً، وبحلول شهرين سيبدو معظم الأطفال سعداء برؤية أمهاتهم، وسيبتسمون عندما يتحدثن معهم. بالنسبة للعديد من الآباء، فإن هذه الابتسامات هي لمحة أولى دافئة عن العاطفة الحقيقية. بحلول الشهر الرابع من العمر؛ سيبتسم طفلك دون سابق إنذار، على أمل أن يلفت انتباهك.

على الجانب الآخر، يجب الانتباه إلى أن لغة الحب ليست معقدة، ويمكنكِ البدء في بناء الثقة مع طفلك بمجرد ولادته؛ من خلال الاستجابة عندما يبكي وتلبّين احتياجاته، مما سيبلي حاجة الطفل في الشعور بالأمان، وهو أمر بالغ الأهمية للنمو العاطفي الصحي طوال حياة طفلك.

1. يتعرف عليكِ وينظر إليكِ

في غضون أسابيع قليلة بعد الولادة، يمكن للطفل التعرف على أمه من رائحتها، ويفضلها على الآخرين. أظهرت دراسة أجريت عام 2021 في طب الرضاعة الطبيعية، أن رائحة حليب الأم قوية جداً، بحيث يمكن أن تساعد على الترابط بين الأم وطفلها، وتساعده على الهدوء، كلما عرفتِ لغة طفلك بشكل أفضل؛ تمكنتِ من تلبية احتياجاته والاستجابة له عندما يحتاج إليكِ.

أيضاً سيتعلم الطفل التعرف على وجهك بمجرد أن تتطور رؤيته بشكل أفضل في غضون شهرين إلى أربعة أشهر. أثبتت دراسة أجرتها جامعة "ستانفورد" أن الأطفال يمكنهم معالجة الوجوه قبل أن يتمكنوا من التعرف على أي شيء آخر بوقت طويل، لذلك عندما تجدين طفلك ينظر إليكِ كثيراً أو يحدق في وجهك باهتمام أكثر؛ ابتسمي له وحدقي في عينيه، سيؤدي ذلك إلى تطوير علاقة عاطفية بينكما، مما سيجعل الطفل يعرف أنه يمكن أن يثق بكِ.

2. يتتبع صوتك

يستطيع طفلك خلال فترة الحمل سماع دقات قلبك أثناء وجوده في الرحم، ويمكنه البدء في التعرف على صوتك أيضاً، حتى في غضون أيام قليلة بعد الولادة، سيظل طفلك قادراً على التعرف على صوتك وسيكون أكثر انتباهاً لما تقولينه.

3. يبتسم لكِ

لا شيء أحلى من ابتسامة الرضيع، عادةً ما يبدأ الأطفال في الابتسام بين 6 و12 أسبوعاً من الولادة، وغالباً ما يكون سماع صوت الأم أو رؤية وجه الأم هو كل ما يتطلبه الأمر لإثارة ابتسامة لا تقاوم على وجه الرضيع. فهذه علامة إيجابية على أن مهارات التواصل الاجتماعي لديه تتطور؛ ليتفاعل معك ويحصل على انتباهك.

4. تقليد الطفل للأم

يعد التقليد من الأمور الصغيرة التي يفعلها رضيعك ليقول لكِ "أحبك"، فهو مؤشر رئيسي آخر على أن طفلك الصغير يرتبط بكِ، ويُظهر مدى حبه لكِ، فعندما يرى الطفل أنكِ تقومين بإيماءات معينة أو تعابير وجه؛ سيرغب في القيام بالشيء نفسه. بعض هذه السلوكيات تشمل التصفيق بيديه أو التلويح بالوداع أو هز الرأس ذهاباً وإياباً.

5. يطلب الطفل حمله

إن الأطفال يحبون أن تحمليهم؛ لأن ذلك منطقة الأمان الخاصة بهم التي تريحهم على الفور، وتملؤهم بالدفء والراحة التي كانوا يتمتعون بها عندما كانوا في رحم الأم، وعندما يبلغون من العمر عشرة أشهر؛ سيطلبون منكِ دائماً حملهم، أيضاً سواء كانوا يزحفون أو يتأقلمون مع المشي، وسيبحثون عنكِ في المنزل؛ لاحتضانهم وحملهم.

في النهاية، يجب الانتباه إلى أن الحب أكبر حافز لخلق روابط عاطفية مع رضيعك، ويساعده خلال مختلف مراحل نموه وتطوره. وبالتالي، يمكن القول إن طفلك يرغب دائماً في أن يكون بين أحضانك؛ لأن الحب والحنان يعدان حاجة أساسية بالنسبة للطفل تماماً مثل الطعام وتغيير الحفاض.