تعرضت السفارة القطرية في العاصمة السودانية الخرطوم، السبت، لهجوم رغم أنه تم إجلاء كل الدبلوماسيين والعاملين فيها في وقت سابق، بحسب وزارتي الخارجية السودانية والقطرية، ما أثار إدانات عربية.
ووجهت وزارة الخارجية السودانية أصابع الاتهام لقوات الدعم السريع، التي يقودها محمد حمدان دقلو "حميدتي"، "بالهجوم على مقر السفارة القطرية بالخرطوم والعبث بمحتوياتها وتخريب الأثاث وسرقة المقتنيات وأجهزة الحاسوب والسيارات بدون مراعاة للأعراف والقوانين الدولية المعنية بحرمة وحماية الدبلوماسيين ومقرات وممتلكات البعثات الدبلوماسية".
من جانبها، أدانت وزارة الخارجية القطرية الهجوم على سفارتها في الخرطوم، مؤكدة في الوقت ذاته أنه "تم إجلاء طاقم السفارة سابقا ولم يتعرض أي من الدبلوماسيين أو موظفي السفارة لأي سوء". وجددت الوزارة دعوة "قطر إلى وقف القتال في السودان فورا، وممارسة أقصى درجات ضبط النفس والاحتكام لصوت العقل وتغليب المصلحة العامة، وتجنيب المدنيين تبعات القتال".
وأعرب الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي عن "استنكاره وإدانته الشديدين لقيام قوات مسلحة غير نظامية باقتحام وتخريب سفارة دولة قطر في جمهورية السودان، ولكافة أشكال العنف والتخريب خاصة تلك التي تستهدف مقار البعثات الدبلوماسية والمباني التابعة لها".
وأدانت دولة الإمارات تعرض سفارة دولة قطر في الخرطوم للاقتحام والتخريب، مشددة على أهمية حماية المباني الدبلوماسية حسب الأعراف والمواثيق التي تحكم وتنظم العمل الدبلوماسي.
وأكدت وزارة الخارجية والتعاون الدولي في بيان لها أن "دولة الإمارات تعرب عن استنكارها الشديد لهذه الأعمال الإجرامية التي تستهدف زعزعة الأمن والاستقرار وتتنافى مع القيم والمبادئ الأخلاقية والإنسانية".
وشددت الوزارة على أهمية تكثيف الجهود الهادفة لوقف إطلاق النار والعودة للإطار السياسي والحوار والمضي قدماً في المرحلة الانتقالية وصولا إلى الاستقرار السياسي والأمني المنشود في السودان.
من جانبها، أدانت وزارة الخارجية وشؤون المغتربين الأردنية الاعتداء الذي تعرضت له سفارة دولة قطر في العاصمة السودانية الخرطوم.
وأعربت الوزارة في بيان، أوردته وكالة الأنباء الأردنية (بترا)، عن "تضامن المملكة مع دولة قطر، وإدانتها واستنكارها الشديدين لأشكال العنف والتخريب كافة، وخاصة تلك التي تستهدف المباني الدبلوماسية وتنتهك حرمتها".
وأكدت الوزارة ضرورة احترام قواعد القانون الدولي والاتفاقيات الدولية ذات الصلة، وخاصة اتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية.
كما أعربت وزارة الخارجية اليمنية، السبت، عن إدانتها لحادثة الاقتحام والتخريب، مؤكدة "تضامن الجمهورية اليمنية مع قطر ورفضها لكل أعمال العنف والتخريب، بما في ذلك انتهاك حرمة البعثات الدبلوماسية".
وأشارت إلى أن ذلك يمثل خرقا للقوانين والمواثيق الدولية وخاصة اتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية.
وأكدت وزارة الخارجية العمانية، في بيان لها اليوم، موقف سلطنة عمان الثابت والرافض لأي عمل يستهدف البعثات الدبلوماسية، وضرورة حماية المباني الدبلوماسية بحسب الأعراف والمواثيق التي تحكم وتنظم العمل الدبلوماسي.
بدورها، أعربت وزارة الخارجية الكويتية عن إدانة واستنكار دولة الكويت قيام مجموعة مسلحة باقتحام وتخريب مبنى سفارة دولة قطر في العاصمة السودانية الخرطوم.
وأكدت الوزارة، في بيان لها، على رفض دولة الكويت القاطع لكافة أشكال العنف والتخريب واستمرار هذه الأعمال العدائية، التي تستهدف مقار البعثات الدبلوماسية المعتمدة لدى السودان، والتي تعد انتهاكا صارخا لقواعد القانون الدولي ولاتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية لعام 1961.
وجددت الخارجية الكويتية دعوتها للسلطات الرسمية وكافة الأطراف المعنية في السودان للتحرك الفوري لتوفير الحماية الكاملة لمقار البعثات الدبلوماسية والمباني التابعة لها، والعمل على ضمان أمن وسلامة طاقمها، ومعاقبة الجناة مرتكبي هذه الاقتحامات.
بدوره، ندد البرلمان العربي بتعرض مبنى سفارة دولة قطر في العاصمة السودانية الخرطوم، للاقتحام والتخريب، مؤكدا أن هذا الاقتحام يعد عملا إجراميا يتنافى مع الأعراف الدبلوماسية وقواعد القانون الدولي والاتفاقيات الدولية التي تفرض حماية البعثات الدبلوماسية وتوفير الأمن لها واحترام حرمتها.
وشدد البرلمان العربي، في بيان، على ضرورة عدم المساس بالبعثات الدبلوماسية وتوفير التأمين الكامل لها، معربا في الوقت ذاته عن تقديره للدور الكبير الذي تقوم به البعثات الدبلوماسية في السودان في ظل هذه الظروف الصعبة التي يمر بها.
وجدد البرلمان العربي مطالبته جميع الأطراف السودانية بالوقف الفوري والدائم لإطلاق النار والعودة للحوار السياسي وإعلاء مصلحة الشعب السوداني فوق أي اعتبار.
وفي 15 نيسان/ أبريل الماضي، اندلعت مواجهات مسلحة في الخرطوم بين الجيش وقوات الدعم السريع، بعد أن انفجرت العلاقة بينهما خلال ورشة الإصلاح الأمني والعسكري التي عُقدت خلال شهر آذار/ مارس الماضي.
وقدم الجيش أوراقه الفنية خلال ورشة الإصلاح، مقترحا مدة سنتين لدمج "الدعم السريع" في القوات المسلحة، فيما قدم "الدعم السريع" ورقة تطالب بعشر سنوات، مع بقاء جميع امتيازاته السياسية والمالية.
وتواصلت المعارك السبت في الخرطوم حيث سمع دوي انفجارات في جنوب العاصمة. كما أفاد شهود بوقوع قصف باتجاه مبنى الإذاعة والتلفزيون في أم درمان غرب العاصمة.
وفي دارفور، وقعت معارك عنيفة خلال الساعات الثماني والأربعين الأخيرة في مدينة نيالا، عاصمة ولاية شمال دارفور، أسفرت عن سقوط 22 قتيلا، وفقا لنقابة المحامين السودانيين.