أجمع مختصون في الشأن الإسرائيلي إلى أن مناورات "اللكمة القاضية" التي يجريها الاحتلال على الجبهة الشمالية منذ أيام وتستمر لمدة أسبوعين تحمل في طياتها رسائل رفع حالة جهوزية للجيش والجبهة الداخلية استعداداً لأي عمل عسكري قادم ضد إيران أو حزب الله ومن جانب آخر رسائل ردع لتلك الجبهات.
المناورات تأتي على وقع ضخ إعلامي إسرائيلي كبير بشأن المشروع النووي الإيراني، ولإرسال رسالة لإيران أن خطط الهجوم العسكري لإحباط المشروع النووي قائمة في حال لم تتراجع عن مستويات التخصيب العالية لليورانيوم.
وعلى الرغم من المناورات المعلنة الرسائل، إلا أن المختصون يجمعون على أن الاحتلال ليس لديه القدرة الكافية لضرب المشروع النووي الإيراني بمفرده، لا سيما في ظل أن غالبية تلك المنشآت النووية تحت الأرض وبحاجة لقدرات عسكرية كبيرة لتدميرها.
قوة نار حزب الله
المختص في الشأن الإسرائيلي وأستاذ العلوم السياسية عدنان أبو عامر اعتبر في حديث مع "فلسطين الآن" أن المناورات الإسرائيلية تحمل في طياتها استعداداً قتالياً من جانب وردعية من جانب آخر، وذلك في ظل تنامي قدرات حزب الله العسكرية وإيران النووية.
وأوضح أبو عامر أن عين الاحتلال الآن على المشروع النووي الإيراني بشكل أكبر من التهديدات الأخرى، لقناعتها أن أي ضربة كبيرة لحزب الله ستكلفه كثيراً، فحزب الله وترسانته عام 2023، ليست كما هي تلك التي كانت عام 2006.
وأشار إلى أن حزب الله قادر على شل الجبهة الداخلية الإسرائيلية وتدمير البنية التحتية في ظل ما يمتلكه من ترسانة صواريخ دقيقة، لذلك يعتقد الاحتلال أن حرب الشمال الأولى أو لبنان الثالثة لن تكون نزهة.
اختبار للجبهة الداخلية
وتأتي المناورات على وقع التصريحات التي أطلقها وزير الحرب غالانت في مقر قيادة الجبهة الداخلية للاحتلال، والتي قال فيها "إذا اندلعت حرب، فمن المتوقع أن تواجه الجبهة الداخلية تحديات لم تشهدها من قبل، وهذا يتطلب منا الاستعداد مسبقا على النحو الأمثل".
أما المختص في الشأن الإسرائيلي صالح النعامي فاعتبر أن إحباط البرنامج النووي الإيراني على رأس أولويات حكومة الاحتلال الحالية برئاسة بنيامين نتنياهو، وهناك عدة احتمالات نظرية بالتعاطي عسكرياً مع هذا البرنامج.
وأوضح النعامي لـ "فلسطين الآن" أن مناورة اللكمة القاضية جاءت لمواجهة احتمال أن يحدث تصعيد من الشمال وتندلع المواجهة بعدها من عدة جبهات كـ سوريا وغزة ولبنان.
وأضاف: "من ضمن الأمور التي جاءت لأجلها المناورة هو اختبار قدرات اسرائيل العملياتية على الصعيد الهجومي والدفاعي وكذلك قدرة سلاح الجبهة الداخلية على تحمل تبعات هذه المواجهة".
وبين أن ضرب إيران من دون غطاء أمريكي صعب جدا، خاصة وأن الولايات المتحدة تختلف مع إسرائيل في قضية توجيه ضربة عسكرية لإيران بسبب سعيها للتوصل لحل دبلوماسي مع إيران
