رصدت فرق الإنقاذ التي تبحث عن الغواصة السياحية Titan sub، التي اختفت خلال رحلة لموقع حطام سفينة تايتانك، وعلى متنها خمسة أشخاص من بينهم رجل أعمال بريطاني، أصواتاً غريبة تحت الماء، الأمر الذي أعطى السلطات المعنية بصيص أمل في أن يكون الأشخاص الخمسة الموجودون على متنها ما زالوا على قيد الحياة.
فُقِد الاتصال بالغواصة الصغيرة في وقت مبكر، من يوم الأحد الماضي، بعد اختفائها تحت الماء قبالة سواحل كندا، وكانت تُقِلُّ 5 ركاب أثرياء في رحلة سياحية إلى حطام سفينة تايتانيك.
وتُحاول عملية بحث واسعة النطاق تجري من بوسطن، ماساتشوستس الأمريكية، تحديد موقع السفينة والأشخاص الخمسة الموجودين على متنها.
أصوات غريبة
وتم تسجيل الأصوات الغريبة بواسطة عوامات السونار في عملية إنقاذ ضخمة، والتي تسابق الزمن للعثور على تيتان في أعماق المحيط الأطلسي.
🛑اليوم الأخير
— هانثل | HANTHL (@HanthlPro) June 21, 2023
تبقى أقل من 24 ساعة على نفاد أكسجين الغواصة المفقودة والّتي على متنها 5 أشخاص.. تابعوا التغطية الجديدة في هذا الثريد! pic.twitter.com/64AsRRSTSY
وقالت شبكة “بي بي سي” نقلاً عن خفر السواحل الأمريكية، إنه تمّ توسيع نطاق عمليات البحث إلى نشر أجهزة استشعار ورصد حراري تحت الماء للتحقيق في الأصوات المسموعة، لكنهم لم يعثروا على أي شيء حتى الآن.
ومع توقّع نفاد إمدادات الأكسجين قرابة الساعة الـ10:00 بتوقيت جرينتش من يوم، غد الخميس، فإن الساعات القليلة المقبلة ستكون حرجة للموجودين داخل الغواصة تيتان، كما تُوضح الـBBC.
وتقول السلطات الأمريكية إن تلك الأصوات، كانت تُسمع كل نصف ساعة لمدة أربع ساعات يوم الثلاثاء، وفقاً لتقارير عدة وكالات إخبارية.
وأفاد عدد من خبراء أعماق البحار الذين تحدثوا إلى “بي بي سي”، إنه من الصعب تحديد ماهية تلك الأصوات دون رؤية البيانات التي سترسلها أجهزة الاستشعار، كما أكد الأدميرال جون موغر -الذي يقود البحث- أن مصدرها غير معروف.
لكن من الممكن أن تكون ضوضاء قصيرة وحادة وذات تردد عالٍ نسبيًا، مصدرها داخل الغواصة عن طريق ضرب جسم صلب في حافة ما.
كما نقلت “بي بي سي” عن الباحث الأسترالي فرانك أوين، قوله إنه واثق -بناءً على المعلومات المتاحة- أن الأصوات تأتي من داخل السفينة.
وأضاف: “إذا كان هناك فاصل زمني مدته 30 دقيقة، فمن غير المرجح أن يكون هناك أي شيء غير ذات صلة بالبشر”.
وتجدر الإشارة إلى أنه من بين الرجال الذين كانوا على متن الغواصة، يقبع في الأعماق رجل الأعمال البريطاني هاميش هاردينغ (58 عامًا)، ورجل الأعمال البريطاني الباكستاني شاهزادا داود (48 عامًا)، وابنه سليمان (19 عامًا)، على غرار ستوكتون راش (61 عامًا)، الرئيس التنفيذي لشركة OceanGate، التي تدير الرحلات بتكلفة 250 ألف دولار للفرد الواحد.
هل تساعد الأصوات الصادرة عن غواصة تيتان في عمليات البحث؟
في عمليات البحث البحرية السابقة، مثل عمليات البحث عن رحلة الخطوط الجوية الماليزية المفقودة MH370 في عام 2014، والغواصة الروسية كورسك في عام 2000، تم سماع ضوضاء تحت الماء أيضًا، لكن اللافت أنها لم تسفر عن أي نتائج إيجابية تُذكر.
وفي السياق، قال الأدميرال موجر إن هناك كثيراً من الأجسام المعدنية في موقع تيتانيك، والتي يمكن أن تسبب الضوضاء.
وتابع موجر في حديثه لـBBC أن “جميع أشكال الإشعاع الكهرومغناطيسي، بما في ذلك الراديو والرادار، عديمة الفائدة في الغالب تحت الماء، لكن الصوت يمكن أن ينتقل بسرعة عبر مسافات كبيرة”.
وقال أوين إنه من الممكن أن تصل الضوضاء الصادرة عن طبقات أعماق المحيط إلى عوامات السونار، لكن من المرجح أن الأصوات تأتي من نفس طبقة المحيط.
وأردف: “من الصعب جدًا سماع ضوضاء أسفل الطبقة العلوية لأن الصوت ينكسر بسبب هذا الانخفاض في درجة الحرارة”.
وأفاد أوين، إذا كانت الأصوات تأتي بالفعل من الغواصة، فيجب أن يكون رجال الإنقاذ قادرين على تحديد موقعها بسرعة كبيرة.
وأوضح أن جهاز استقبال عوامات السونار قادر على رسم هذا النوع من المعلومات بسرعة كبيرة جدًا وسوف يستغرق الأمر وقتًا قصيرًا جدًا للعثور عليه”.
ومع ذلك، فإن المركبات تحت الماء التي تم إرسالها لمعرفة مصدر الضوضاء حتى الآن “أسفرت عن نتائج سلبية”، وفقًا لآخر تحديث لخفر السواحل الأمريكي.
وقال ديفيد راسل، الضابط السابق في البحرية الملكية، والذي ساعد في البحث عن كورسك لـ”بي بي سي”: “من المحتمل جدًا أن تكون الغواصة موجودة بالفعل على السطح في مكان ما ولم يتم العثور عليها بعد”.
وتابع راسل: “نتحدث بعد ذلك عن إعادتها إلى السطح باستخدام شكل من أشكال الطائرات المتطورة بدون طيار لربط الأسلاك والحبال بالسفينة، ثم سحبها لأعلى أو وضعها في رافعة”.