قالت مصادر مقربة من السلة الفلسطينية، اليوم السبت، إن حالة الغضب الشعبي التي تواجهها السلطة في الضفة الغربية المحتلّة، تفاقمت خلال الآونة الأخيرة نتيجة عدّة عوامل، أبرزها إحجام رام الله عن إبداء أيّ ردود فعل إزاء الجرائم الإسرائيلية المتواصلة، وإبقاؤها على "التنسيق الأمني" مع الاحتلال.
وبحسب المصادر، فإن قيادة حركة فتح قرأت في ما جرى في مخيم جنين أثناء تشييع شهداء العدوان الأخير، من طرد لنائب قائد الحركة، محمود العالول، وقيادات أخرى، مؤشّراً خطيراً إلى تصاعد حالة الغضب.
وكشفت المصادر في حديثها لصحيفة "الأخبار" اللبنانية، أن نقاشات حادة دارت بين قيادات في السلطة ومسؤولين أمنيين تابعين لها عقب حادثة الطرد، فيما جاء بيان "كتيبة جنين"، التابعة لسرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، حول اعتقال السلطة قائد كتيبة جبع أثناء توجهه لمساندة جنين خلال العدوان، ليصبّ الزيت على النار ويسعّر الانتقاد والسخط الموجّهين ضدّ رام الله.
كما تكشف أنه للخروج من المأزق، اقترح مسؤولون على عباس البدء في حراك سياسي يهدف إلى الحفاظ على شرعية السلطة شعبياً وأمام «المجتمع الدولي»، ويبدأ بعقد لقاء على مستوى الأمناء العامين للفصائل في القاهرة، ثمّ ينتقل إلى جولات حوار متتالية، مع الحرص على أن يُظهر اللقاء الأول «شرعية» رئيس السلطة أمام الإعلام.
وشملت التوصيات العاجلة، أيضاً، ضرورة عدم توجيه الانتقاد إلى «كتيبة جنين»، والبدء، في المقابل، بحملة انتقاد واسعة لحركة «حماس» لمنعها من استغلال ما يجري حالياً في الضفة لصالحها.