لم يجد الشاب الفلسطيني مدين حلس (27 عاما)، طريقة مميزة لمحارية الأضرار البيئية الناجمة عن تكدس إطارات السيارات التالفة في قطاع غزة، إلا من خلال تدويرها واستخدامها في صناعات أخرى.
وشكل تكدس إطارات السيارات التالفة بكثرة في قطاع غزة، دافعاً لدى الشاب حلس للبدء في طريقة ما من أجل التخلص من إطارات السيارات بطريقة سليمة، من خلال إعادة تدويرها، بعيداً عن التلوث البيئي.
ويقول حلس خلال لقائه مع مراسل "فلسطين الآن"، إنه يعمل جمع إطارات السيارات من خلال أصحاب العربات المتنقلة، ثم يقوم بعملية إعادة التدوير من خلال "طحنها" بواسطة آلة قام بتجميعها في أحد مصانع قطاع غزة ثم يعمل على إعادة استخدام هذه الإطارات البالية في صناعات مطاطية بديلة تستخدم في مجالات جديدة، أبرزها مطاط الملاعب الصناعية المنتشرة في قطاع غزة بكثرة.
وأضاف حلس في حديثه، أنه استوحى مشروعه من خلال تخصصه الذي تخرج منه وهو الجيولوجيا البيئية ومصادر المياه.
وتابع: "فكرة المشروع الحديث والأول في قطاع غزة بدأت تتشكل في خاطري، في أعقاب الحرب الإسرائيلية على غزة عام 2021، حيث كانت الفكرة تقوم على شقين: الأول ترك بصمة بيئية متعلقة بالمساهمة في التخلص من هذه الإطارات التالفة، والشق الثاني يتمثل في ريادة الأعمال وفتح آفاق جديدة متعلقة بإعادة التدوير".
وأكمل: "مشروعي جاء للحد من كميات الإطارات التالفة الموجودة في القطاع، في ظل عدم التخلص منها والتي عادة ما يتم القيام بحرقها بعد إتلافها، وهو ما يؤثر بالسلب على المشهد البيئي بشكل عام في ظل التغيير المناخي".
وفي ذات السياق، أكد حلس خلال حديثه لـ"فلسطين الآن"، أن مشروعه الحديث واجه صعوبات كبيرة، أبرزها غياب مصادر المواد الخام أو الآلات وهو ما يدفع نحو استخدام أدوات ووسائل بدائية أو مواد بديلة، في ظل وجود عدد لا بأس به من المواد الموضوعة على قوائم الاستخدام المزدوج من قبل الاحتلال".
وأشار الشاب العشريني إلى أنه قام بابتكار آلة في غزة وعمل على تجميعها تقوم على "طحن" إطارات السيارات ثم يتم الحصول على المطاط من هذه الإطارات ويتم استخدامها في الصناعات الخاصة بالملاعب المعشبة صناعيًا، بالإضافة إلى الاستفادة منها في "بودرة المطاط"، إلى جانب منتجات أخرى كالمقابض المطاطية.
ولفت حلس إلى أنه يقوم بجمع مئات إطارات السيارات التالفة، من خلال الأشخاص الذين يعملون في مجال جمع "الخردة" مبيناً أنه تمكن خلال الفترة الماضية من جمع 2000 إطار تمت إعادة تدويرها وأنتج من خلالها 15 طنا من المطاط الذي تم بيعه للملاعب.
وشدد الشاب الطموح على أنه يهدف إلى تطوير مشروعه الحالي، بحيث يستوعب أكبر قدر ممكن من الإطارات التالفة أو البالية في غزة بطريقة تنعكس بالإيجاب على البيئة وأن يستوعب المشروع 2000 إطار يوميًا في عملية إعادة التدوير بدلاً من الطاقة الإنتاجية الحالية التي لا تتجاوز 20 إطاراً.