العشرات يؤدون صلاة الجمعة في سبسطية، وآخرون يزرعون أشتال الزيتون في بلدة قريوت، ومواجهات في الخليل، وقمع لتظاهرة في سلفيت ومسيرات في القدس.. هكذا بدا المشهد اليوم في الضفة الغربية المحتلة وهي تحيي ذكرى يوم الأرض. فقد نظمت القوى اليسارية فعاليات بهذه المناسبة تأكيدا على تمسك الفلسطينيين بأراضيهم ورفضهم لمحاولات الاحتلال السيطرة عليها وسرقتها لصالح بناء المستوطنات. جاء هذا في وقت، كشفت فيه مراكز حقوقية أن الفلسطينيين لم يعودوا يسيطروا إلا على نحو 40% فقط من مساحة الضفة الغربية بعد أن كثف الاحتلال من اعتداءاته بحق الأرض والشجر والحجر. فصوب الأراضي المهددة بالمصادرة في بلدة سبسطية شمال غرب مدينة نابلس، شارك العشرات في مسيرة وتظاهرة بمناسبة يوم الأرض. وقال صلاح الخواجا منسق اللجنة الشعبية لمقاومة الجدار والاستيطان في المبادرة الوطنية لـ"[color=red]فلسطين الآن"[/color]:"إن العشرات من أهالي بلدة سبسطية ومتضامنين ونشطاء المقاومة الشعبية توجهوا صوب الأراضي الواقعة بملاصقة مستوطنة "شافي شمرون" وأدوا الصلاة عليها". وأوضح أن قوات الاحتلال الإسرائيلية حاصرت المشاركين وأطلقت قنابل الغاز المسيل للدموع تجاههم، وحاولت تفريق المظاهرة. وتغرق هذه المستوطنة الأراضي المجاورة لها بالمياه العادمة وتسعى لمصادرة مئات الدونمات لتوسيعها، مشيرًا إلى أن أهالي البلدة يصرون على مقاومة الاستيطان ومنع توسيع المستوطنة. [title]قمع مسيرات[/title] كما قمعت قوات الاحتلال اعتصاماً في عزبة أبو بصل المهددة بالمصادرة غرب مدينة سلفيت، دعت له القوى والفعاليات ولجان وطنية وشعبية في المحافظة، لمناسبة الذكرى الـ37 ليوم الأرض، رافعين الأعلام الفلسطينية ورددوا الشعارات المطالبة بزوال الاحتلال. وأوضح شهود عيان تحدث معهم مراسل[color=red] "فلسطين الآن" [/color]عبر الهاتف أن قوات الاحتلال حاصرت المشاركين وأطلقت القنابل الغاز بكثافة تجاههم وأجبرتهم على الخروج من العزبة وأعلنتها منطقة عسكرية مغلقة. غير أن المواطنين أصروا على إحياء يوم الأرض على أراضيهم المهددة بالمصادرة وقاموا بغرس أكثر من مائتي شتلة زيتون، كما أدوا صلاه الجمعة في الموقع. أما في مسيرة قرية النبي صالح، الأسبوعية المناهضة للاستيطان ومصادرة الأراضي، تحت بعنوان "جمعة الأرض"، فقد أصيب صحفي ايرلندي وطفل، والعشرات بالاختناق، جراء قمع قوات الاحتلال الإسرائيلي لهم. وأفادت حركة المقاومة الشعبية في القرية، بأن صحفيا ايرلنديا أصيب برصاصة مطاطية في يده اليمنى، بينما أصيب الطفل وعد التميمي بالتواء في قدمه خلال محاولته الاحتماء من رصاص الاحتلال، بينما أصيب عشرات المتظاهرين بالاختناق نتيجة استنشاقهم الغاز المسيل للدموع. وأضافت الحركة أن قوات الاحتلال اعتدت على الصحفيين، واستهدفتهم بالرصاص المطاطي وقنابل الصوت لإبعادهم عن القرية ومنعهم من تغطية المسيرة. [title]طريق مغلق[/title] كما قمعت قوات الاحتلال الإسرائيلي، مسيرة سلمية طالبت بفتح الشارع الرئيسي الموصل بين مدينة الخليل وبلدات (السموع والظاهرية ودورا ومخيم الفوار) المغلق منذ 12عاما. وشارك في المسيرة اللجان الشعبية والوطنية لمقاومة الجدار في جنوب الخليل، والعشرات من النشطاء من مواقع مختلفة في محافظة الخليل وعدد من المتضامنين الأجانب. وقال الناشط في لجنة الدفاع عن الخليل عنان دعنا، إن قوات الاحتلال أمطرت المشاركين بقنابل الغاز والمياه النتنة لدى وصولهم إلى البوابة الحديدية التي تغلق الطريق، ما أدى لإصابة عدد منهم بحالات اختناق تم إسعافهم ميدانيا. وأضاف "جاءت الفعالية ضمن فعاليات إحياء يوم الأرض، وتؤكد على تمسك شعبنا بأرضه وحقه بالعيش والحركة بحرية وكرامة، بعيدا عن سياسات القمع والإذلال من قبل الاحتلال والمستوطنين والمتمثل بإغلاق الشوارع ومصادرة الأرض وإغراق أراضينا الزراعية بالمياه العادمة، مؤكدين تواصل فعالياتهم الأسبوعية في المنطقة حتى يتم فتح الطريق" يذكر أن إغلاق هذا الطريق الحيوي يجبر نحو 150 ألف مواطن من سكان جنوب الخليل، على السفر الإضافي لمسافة لا تقل عن 12 كيلومتر للوصول إلى مقاصدهم في مدينة الخليل. [title]تكثيف المقاومة[/title] من جهته، دعا حزب الشعب الفلسطيني، جماهير الشعب الفلسطيني في مختلف أماكن تواجده لإحياء ذكرى يوم الأرض الخالد، من خلال تكثيف المقاومة الشعبية، تأكيدا على تمسك شعبنا بأرضه، ورفضه لكل مشاريع الاستيطان ومحاولات الاقتلاع. وقال الحزب في بيان له اليوم الجمعة وصل [color=red]"فلسطين الآن"[/color] نسخة عنه "إن يوم الأرض الخالد غدا يوماً وطنياً، يحييه الشعب الفلسطيني تعبيرا عن تمسكه بأرضه واستعداده لتقديم التضحيات دفاعا عنها، وفي مواجهة مشروع الاحتلال القائم على السيطرة على الأرض الفلسطينية وتهويدها والتنكّر لحقوقه، وفي المقدمة منها، حقه المشروع في بناء دولته المستقلة كاملة السيادة وعاصمتها القدس، وحل قضية اللاجئين طبقا للقرار 194". وأكد الحزب أهمية الحفاظ على ما حققه شعبنا الفلسطيني من إنجازات خلال المرحلة الطويلة لكفاحه الباسل، مشددا على ضرورة المضي قدما لتعزيز الإنجازات التي تحققت خلال العام الماضي، وفي مقدمتها نيل الاعتراف بدولة فلسطين بصفة مراقب في الأمم المتحدة. وجدد دعوته لتشكيل جبهة موحدة تعمل على تفعيل المقاومة الشعبية ووضع برامج أكثر فعالية في مواجهة حملات الاستيطان والعدوان، ما يتطلب ذلك الإسراع في تنفيذ المصالحة حسبما ما تم الاتفاق عليه، بما يضمن إنهاء الانقسام واستعادة الوحدة الوطنية.