قال رئيس "دولة الاحتلال" الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ، الذي يختتم اليوم الجمعة زيارة إلى الولايات المتحدة، إن واشنطن تخشى عدم اكتفاء الائتلاف الحكومي في "إسرائيل" بقانون إلغاء حجة "المعقولية" الذي يقوّض صلاحيات المحكمة العليا، والمضي في تشريعات أخرى تقوض القضاء وتؤثر في نظام الحكم.
وتأتي تصريحات هرتسوغ فيما شهدت "إسرائيل" مظاهرات صاخبة، الليلة الماضية، ضد خطة الحكومة لإضعاف القضاء، تخللها إغلاق طرق في عدة مناطق ومواجهات مع الشرطة واعتقالات.
وذكرت صحيفة "هآرتس"، عبر موقعها الإلكتروني، اليوم الجمعة، أن هرتسوغ قال في لقاء مع اتحاد المنظمات اليهودية في نيويورك إن "الصورة غير واضحة بالنسبة للكثير من الإسرائيليين بشأن ما ستؤول إليه عملية التشريع برمتها في النهاية"، مضيفاً: "هذا الأمر سمعته أيضاً في واشنطن".
وتابع "ماذا ستكون النتيجة النهائية؟ هل الأمر سيتوقّف عند هذا الحد (بإلغاء حجة المعقولية)، أم أن هناك أجزاءً أخرى أمامنا؟ أعتقد أن هذا جزء من أسباب عدم الوضوح".
كما أعرب هرتسوغ في اللقاء نفسه عن أمله بتوقّف الدعوات الداعية لعدم امتثال جنود الاحتياط للخدمة العسكرية وعدم تطوعهم في الجيش احتجاجاً على التعديلات القضائية.
وقال في هذا السياق: "أعتقد حقاً أن قضية عدم الخدمة (العسكرية) أو عدم التوجه للخدمة الاحتياطية لا ينبغي أن تكون جزءاً من الخلافات السياسية. أعلم أنني قد أكون ساذجًا في هذه المرحلة، لكنني آمل بصدق أن يتبخر ذلك".
وحول التوتر بين رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو والإدارة الأميركية، قال هرتسوغ: "جئت فقط بصفتي مبعوثاً عن شعبي ودولة إسرائيل وأنا فخور بذلك".
والتقى هرتسوغ خلال زيارته الرئيس الأميركي جو بايدن عدداً من المسؤولين، كما ألقى خطاباً في الكونغرس. وعبّر المسؤولون الأميركيون في اجتماعاتهم مع هرتسوغ عن قلقهم الكبير إزاء خطة إضعاف القضاء وسياسة الحكومة الإسرائيلية، وأن لا تكتفي بإلغاء حجة "المعقولية".
ونقلت "هآرتس" عن مصادر مطّلعة على تفاصيل اللقاءات، لم تسمّها، أن ممثلي إدارة بايدن وجّهوا انتقادات "قيمية" أمام هرتسوغ حيال مضي حكومة الاحتلال الإسرائيلي بتشريعاتها، كما "أعربوا عن قلقهم من محاولة إيران وحزب الله اللبناني زيادة الاحتكاك مع إسرائيل، لأنهما ينظران إلى النقاش الإسرائيلي الداخلي على أنه نقطة ضعف".
وردّ هرتسوغ، خلال اللقاءات، بأن "أعداء إسرائيل" مخطئون في تقديراتهم بشأن استقرار العلاقات الأمنية مع الولايات المتحدة، مضيفاً أن "المظاهرات في إسرائيل تعكس متانة الديمقراطية الإسرائيلية".
يُذكر أن الرئيس بايدن قال هذا الأسبوع للصحافي في "نيويورك تايمز" توماس فريدمان إنه مرر رسالة واضحة إلى نتنياهو بأن عليه وقف التشريعات القضائية.
وبحسب الصحيفة الأميركية، حذّر بايدن نتنياهو من عدم المضي في التشريعات دون توافق واسع بشأنها، لأن ذلك قد يؤدي إلى "كسر شيء في الديمقراطية الإسرائيلية وبعلاقاتكم مع الديمقراطية الأميركية".
وكان رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي تساحي هنغبي قد قال إن الأقوال المنسوبة إلى بايدن لم توجّه إلى نتنياهو خلال محادثته الهاتفية مع الرئيس الأميركي، لكن البيت الأبيض أكد لاحقاً صحة الأقوال المنسوبة إلى بايدن وأن فريدمان "اقتبس من الرئيس بشكل دقيق".