تحت زخّات الرصاص ووقع العبوات الناسفة، هكذا بدأ الفيلم الوثائقي "فإنكم غالبون" والذي عرضته فضائية الأقصى اليوم وتضمن مشاهد حصرية خلال معركة "بأس جنين" والتي اندلعت في يوليو 2023.
أبو العز مقاتل من كتائب الشهيد عز الدين القسام من مخيم جنين، تحدّث بمعنوياتٍ عالية مؤكدًا أن المقاتلين في جنين دخلوا المعركة وهم على أمل أن ينقلوها مستقبلًا إلى عمقِ تل أبيب.
وتابع "لم نهب دبابات وآليات وطائرات العدو، والاحتلال قد فشل فشلًا ذريعا في جرنا إلى معركة يريدها، واستخدمنا عدة تكتيكات في مواجهته".
وواصل المقاتل القسامي حديثه "لقد استفاد المقاتلون من تجاربهم السابقة ووجهنا ضرباتنا للعدو بكل قوة وبأس، وعاد الاحتلال بخيبته".
من جانبه أكد الخبير في الشأن العسكري واصف عريقات أن الاحتلال حشد أكثر من 1200 جندي و150 آلية مصفحة ووحدة كلال وهندسة ومستعربين و10 وحدات خاصة من نخبته، إضافة لسلاح الجو ودبابات خارج المخيم كانت على أهبة الاستعداد.
وشدد أن قوات الاحتلال فشلت في التقدّم إلى مخيم جنين إلا بعد القصف، مبينًا أن المقاومة بإرادتها وقوتها أرعبت جنود الاحتلال الذي لجأ لسلاح الجو ليداري خيبته.
وبين أن المقاومة استخدمت مهارات قتالية وتكتيكات عالية المستوى، وعملت تحت ضغط الاشتباك وغزارة القصف الجوي.
وأشار أن الاحتلال ما زال لغاية اللحظة يحقق كيف حصل المقاومون على عبوة 40 كجم متسائلًا "هل هي إنتاج محلي أم مستوردة أم ماذا؟!".
وفي ذات السياق، قال إياد حسينية والد الشهيد أمجد، إن المقاتلين استطاعوا أن يمتصوا الضربة الأولى في حين ظن الاحتلال أنه قضى عليهم، إلا أنهم انتشروا في المخيم وتحصنوا في أماكن دفاعية.
ونوّه إلى أنّ الحل الوحيد في مجابهة الاحتلال هي المقاومة وأن العالم لا يحسب حسابًا إلا للقوي.
وعقب المعركة البطولية، ذكرت حركة حماس أن انسحاب جيش العدو من مخيم جنين الثائر بعد الصمود البطولي لأهلنا ومقاومينا الأشاوس، هو إعلان بفشله في تحقيق أهدافه وهزيمته أمام إرادة الصمود والمقاومة لدى شعبنا.
وكانت كتائب القسام قد باركت للأهالي في جنين ومجاهدي القسام ومجاهدي سرايا القدس وشهداء الأقصى وكافة الفصائل هذا الصمود الأسطوري والنصر المؤزر، بأنهم حرموا أرض المخيم على قوات الاحتلال وأفشلوا مخططاته وجعلوا من شوارع وأزقة المخيم ناراً ولهيباً أحرق جنود الاحتلال وآلياته.
وتابعت كتائب القسام في بيانٍ لها إن "الاحتلال خرج يجر أذيال الخيبة والهزيمة، ولم ولن يجني من هذا العدوان سوى الحسرة والفشل الذريع، وستثبت الأيام أن قيادة العدو أخطأت التقدير، وأن جنين وباقي مدن الضفة ستغدو أكثر صلابة ونقطة انطلاق لإيلام العدو، وما كمائن الموت في جنين وعملية تل أبيب إلا إشارة على ذلك".