أجمع مختصون سياسيون وعسكريون على أن المعلومات الحصرية التي خصت بها كتائب القسام وكالة "فلسطين الآن" حول عملية أسر الضابط هدار جولدن شرق رفح في الأول من أغسطس 2014، قد تشكل ضغطاً على صانع القرار لدى الاحتلال وكذلك عائلات الجنود للتقدم في صفقة تبادل أسرى.
وقال الخبير العسكري اللواء "يوسف شرقاوي": إن كتائب القسام من خلال المعلومات التي أدلت بها، حركت المياه الراكدة في ملف صفقة التبادل، وقد تدفع بالضغط على نتنياهو من أجل بدء التفكير في الإقدام على خطوات لإجراء صفقة تبادل.
وأوضح شرقاوي في حديث خاص لـ "فلسطين الآن" أن اختيار القسام لهذا التوقيت من أجل الكشف عن هذه المعلومات يعد خطوة في الاتجاه الصحيح، إذ أن المجتمع الإسرائيلي يشهد تجاذباً حاداً، ما يعني زيادة الضغط على حكومة نتنياهو التي تمر في أضعف مراحلها.
وأضاف: "رسالة القسام واضحة وموجهة إلى الاحتلال والمجتمع الإسرائيلي، عبر إحياء الأمل لديهم بأن يكون هذا الضابط ما زال على قيد والضغط للتحرك من أجل تخليصه عبر صفقة للتبادل".
واستنكر استجداء خارجية الاحتلال المجتمع الدولي من أجل الضغط على حماس لإعادة الجنود الأسرى في غزة، وفي نفس الوقت يتم تجاهل أوضاع الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية.
من جانبه اعتبر المختص في الشأن الصهيوني صالح النعامي في حديث لـ"فلسطين الآن": أن ما نشرته الوكالة من مواد حصرية حول عملية أسر الضابط هدار جولدن يمكن أن يشكل ضغط ولو في المستقبل على صانع القرار لدى الاحتلال.
وقال النعامي: إن فرص إجراء صفقة تبادل بين كتائب القسام والاحتلال الإسرائيلي خلال الفترة القريبة القادمة متدنية نظراً للظرف السياسي التي تمر به "إسرائيل"، مستدركاً: "إلا أن ذلك لا يمنع أن تتم تلك الصفقة في لحظة من اللحظات المصيرية".
وأضاف: "نتنياهو لا يمتلك الشرعية السياسية للقيام بمثل هذه الخطوة في الوقع الحالي، إلا في حال قامت المقاومة بتدفيعه ثمناً باهظاً ترغمه على إجراء الصفقة".
معلومات حصرية
وكشفت كتائب الشهيد عز الدين القسام في الذكرى التاسعة لعملية أسر الضابط الإسرائيلي هدار جولدن"، لـ "فلسطين الآن"، عن معلوماتٍ حصريةٍ خلال العملية التي وقعت في يوم الجمعة الموافق الأول من أغسطس عام 2014، إبان عملية العصف المأكول.
وخلال مقابلات مع وكالة "فلسطين الآن" لمشاركين ومشرفين على العملية، حصلت الوكالة على تفاصيل تُنشر للمرّة الأولى حول خبايا العملية والخطّة العسكرية ومجرياتها.
كما وانفردت "فلسطين الآن" بالحصول على قلادةٍ انتزعها مقاتلو كتائب القسام من أحد جنود "جفعاتي" خلال العملية، والتي جرت أحداثها شرق رفح.
وخلال محاورة "فلسطين الآن" لأحد منفذي العملية وآخر من المشرفين عليها، وجّهت كتائب القسّام رسالة إلى الاحتلال بأنّه يعرفُ جيدًا إلى من تعودُ هذه القلادة وكيف ومتى انتزعت من أحد جنوده.
وأجرت "فلسطين الآن" بحثًا موسعًا للوقوف على زوايا وأبعاد عملية أسر هدار جولدن، وتوصلت لمعلومات جديدة حول القوة العسكرية التابعة لجيش الاحتلال التي توغلت شرق رفح والتي شاركت قبلها بأيام في مجزرة خزاعة شرق خانيونس.
وأفصحت كتائب القسام بمعلومات تنشر لأول مرةٍ حول انقضاض الشهيد القسامي وليد مسعود على ضابط الاتصال في القوة المتقدمة والإجهاز عليه، ما أدى إلى انقطاع الاتصال بين القوة وقيادتها الأمر الذي ساهم في إنجاز المهمة وإنجاحها.
