تتواصل التحذيرات الإسرائيلية من جهات مختلفة، من تفكك حقيقي يصيب المجتمع الإسرائيلي وحالة من الفوضى تعم "إسرائيل" بسبب أداء حكومة الاحتلال التي تدير البلاد بلا مسؤولية.
ونوه الكاتب عوديد غرانوت، في مقاله بصحيفة "إسرائيل اليوم" العبرية، أنه في "اللحظة التي يعلن فيها الشريك الديني في الحكومة علنا بأنه لن يتحمل العبء، ولا حتى في الخدمة الوطنية، وبالتوازي يؤيد ايضا اجراءات تشريع من طرف واحد وبعيدة الأثر تفكك المجتمع الاسرائيلي، فإن الوحدة تتفكك، ومبدأ التعايش السلمي يذوي".
وأكد أن "إسرائيل تسير إلى الفوضى، على طريق لبنان، الذي يشهد حالة توتر ورائحة البارود تتصاعد فيه، وهي تزيد الخوف من اشتعال حرب أهلية جديدة، وكل هذا بالتزامن مع استفزازات حزب الله لإسرائيل".
بدورها، أكدت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية في مقالها، والذي كتبه أمنون ليفي، أن "جذر الأزمة في المجتمع الإسرائيلي، هو الفجوة الاجتماعية – الطائفية"، معتبرة أيضا أن "جذر الشر الذي يمر علينا هو الاحتلال، فالاحتلال الطويل لشعب آخر أفسدنا وتسبب بأزمة، ولا شك أن الاحتلال الحق أضرارا جسيمة".
ورأت أن أحد الأسباب التي تقف خلف الأزمة الإسرائيلية الداخلية الحالية، هو "في هذه المرة عتيق وعميق أكثر بكثير، فما يحرك الجمهور البسيط من مؤيدي الإصلاح (الذي تقوده حكومة اليمين) هو الكراهية والغضب والحسد والرغبة الشديدة في الثأر لمن مس وأهان واقصى أهاليهم ولم يأخذ عن ذلك المسؤولية أبدا".
وأضافت: "فالمياه الجوفية بالأزمة التي تسحقنا هي الذكريات القاسية من معسكرات الحزاز الرهيبة، من مهانة المعابر، من الحياة عديمة الفرصة في بلدات المحيط، من إحساس المواطنة من الدرجة الثانية".
ولفتت أن "حزب الليكود بزعامة نتنياهو يحكم في السنوات الأربعين الأخيرة، معظم الوقت وحده تقريبا، كيف يحتمل أن يكون الغضب هو ضد من حكم قبل 70 سنة وليس ضد من يحكم الآن، ولم يفعل الكثير لإصلاح التشويه؟"، مضيفة: "ليس لدينا جواب جيد".
ونوهت "يديعوت" أن "أساس التمييز في المجتمع الإسرائيلي، كان منذ زمن بعيد، لكن حتى اليوم الفجوة قائمة في الأجر، في التعليم العالي وفي فرص الحياة، هذه الفجوة التي ينفيها اليسار، يستغلها بشكل تهكمي اليمين".
من جانبه، أوضح الخبير في الشؤون الأمنية والعسكرية في مقاله بصحيفة "معاريف" أفرايم غانور، أن "التقارير المقلقة عن المس بأهلية الجيش الإسرائيلي وخاصة الضرر المتعمق في سلاح الجو، لا تشغل بال رئيس الوزراء نتنياهو ووزرائه، فبدلا من الاهتمام بالمواضيع الهامة والمقلقة للجمهور والدولة، اختارت الحكومة الاهتمام في هذه الساعات الصعبة بموضوع هامشي للغاية؛ وهو الفصل بين النساء والرجال في المواقع المائية لسلطة الطبيعة والحدائق".
ونبه أن "إسرائيل في هذه الفترة الحساسة تحتاج لقيادة متوازنة ومسؤولة تعرف كيف توجه طريقها في الواقع غير البسيط، أما الحكومة الحالية فهي ليست مثالا لمثل هذه القيادة"، مؤكدا أن "إسرائيل غارقة في المشاكل والفوضى حتى الرقبة".
وردا على التهديدات التي أطلقها وزير الحرب يوآف غالانت ضد حزب الله، قال الخبير: " بدلا من التهديد، من الأفضل في هذه الساعات الاستعداد والتركيز على كل خطوة وإجراء في الطرف الآخر، بتواضع، بتفكر وبجدية أكبر بكثير"، منوها أن "المداولات الدراماتيكية في محكمة العدل العليا من أجل إلغاء تقليص "حجة المعقولية"، يوجد فيها احتمال كبير لجعل الأزمة التي تمر على إسرائيل لا رجعة عنها".
وأضاف: "وضعا من شأنه أن يشكل فرصة لا تتكرر لأعداء إسرائيل لضربها بشكل قاس جدا، وإيران التي تتابع عن كثب ما يحصل في إسرائيل، توجه الخطوات وتعطي التعليمات".