أعادت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" انتخاب خالد مشعل رئيساً للمكتب السياسي بالتزكية، وذلك بعد اجتماعات مكثفة في العاصمة المصرية القاهرة شارك فيها معظم قادة الحركة من الضفة الغربية وقطاع غزة والخارج. وقالت مصادر مطلعة في حديث لـ"[color=red]فلسطين الآن[/color]" من القاهرة أن خالد مشعل أصرّ أكثر من مرة خلال الاجتماع على عدم الترشح لولاية جديدة، إلاّ أن قادة الحركة طلبوا منه العدول عن ذلك، وقاموا بإعادة انتخابه لرئاسة المكتب السياسي لـ 4 سنوات قادمة. وكشفت مصادرنا الخاصة أنه إلى جانب الضغوط من قيادة حماس ومجلس الشورى التابعة لها، كانت هناك ضغوط كبيرة من دول عربية وإقليمية على مشعل للقبول بولاية جديدة. هذا ومن المتوقع أن تعلن حماس خلال مؤتمر صحفي اليوم الثلاثاء، من القاهرة عن انتخاب مشعل مجدداً للحركة، وسيحضر المؤتمر قيادات حماس إلى جانب مسؤولين مصريين. ويواصل قادة حماس اجتماعاتهم – حتى إعداد الخبر - لمناقشة العديد من القضايا التي تخص الأوضاع الداخلية للحركة وعلى رأسها ملف المصالحة الفلسطينية، وما تتعرض له مدينة القدس والمسجد الأقصى من اعتداءات إسرائيلية متواصلة. [title]مشعل في سطور[/title] ولد خالد مشعل في الـ 28 مايو 1956، في قرية سلواد قضاء رام الله، وتلقى التعليم الابتدائي فيها حتى عام 1967 حيث هاجر مع أسرته إلى الكويت، وعاش هناك في مستوى اقتصادي فوق المتوسط وأكمل هناك دراسته الإعدادية والثانوية، ثم أكمل دراسته الجامعية حتى حصل على البكالوريوس في الفيزياء من جامعة الكويت الذي تخرج منها في العام 1978 وعمل مدرساً للفيزياء في الكويت، ثم تزوج بعدها بسنتين وله من الأبناء سبعة، ثلاث فتيات وأربعة صبية. يحمل خالد مشعل إجازة في القرآن الكريم بسند متصل إلى الرسول صلى الله عليه وسلم برواية حفص عن عاصم، وذلك بعد أن أتم حفظه في شهر ذي الحجة سنة 2007، ثم أجازه الشيخ بكري الطرابيشي، شيخ الشيخ عبد الهادي الطباع. انضم خالد مشعل إلى تنظيم الإخوان المسلمين - الجناح الفلسطيني عام 1971، وكان له دور كبير في انتماء العديدين لتنظيم الإخوان المسلمين - الجناح الفلسطيني الذي تبوأ فيه أعلى المناصب، حيث شارك مشعل في تأسيس حركة المقاومة الإسلامية - حماس عام 1987. انضم إلى المكتب السياسي لحركة حماس منذ تأسيسها نهاية عام 1987، ولدى عودته إلى الأردن أصبح عضوا نشيطا فيها حتى انتخب عام 1996 رئيسا للمكتب السياسي للحركة. تعرض مشعل في 25 سبتمبر 1997 لمحاولة اغتيال نفذها الموساد الإسرائيلي بتوجيهات مباشرة من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو. فقد قام 10 عناصر من جهاز الموساد بالدخول إلى الأردن بجوازات سفر كندية مزورة حيث كان خالد مشعل الحامل للجنسية الأردنية مقيماً آنذاك وتم حقنه بمادة سامة أثناء سيره في شارع "وصفي التل" في عمّان. اكتشفت السلطات الأردنية محاولة الاغتيال وقامت بإلقاء القبض على اثنين من عناصر الموساد المتورطين في عملية الاغتيال، وطلب العاهل الأردني الراحل حسين بن طلال من رئيس الوزراء الإسرائيلي المصل المضاد للمادة السامة التي حقن بها خالد مشعل، فرفض نتنياهو مطلب الملك حسين في بادئ الأمر، فأخذت محاولة اغياله بعداً سياسياً. وقام الرئيس الأمريكي بيل كلينتون بالتدخل وإرغام نتنياهو بتقديم المصل المضاد للسم المستعمل، فرضخ نتنياهو لضغوط كلينتون في النهاية وقام بتسليم المصل المضاد. قامت السلطات الأردنية فيما بعد بإطلاق سراح عملاء الموساد مقابل إطلاق سراح الشيخ أحمد ياسين المحكوم بالسجون الإسرائيلية مدى الحياة. غادر مشعل وقادة حركة حماس العاصمة السورية دمشق بعد موقف الحركة الرافض للوقوف إلى جانب النظام السوري في ممارساته التي يقوم بها ضد الشعب السوري الذي خرج بثورة على النظام البعثي. أعلن خالد مشعل قبل عدة أشهر رفضه الترشح لرئاسة المكتب السياسي لحركة حماس، وبدأت بعد ذلك الضغوطات عليه من قبل قادة الحركة وعدة دول عربية وإقليمية تطالبه بالعدول عن ذلك والاستمرار في رئاسة المكتب السياسي نظراً لما يتمتع به مشعل من كاريزما وعلاقات أحوج ما تكون لها الحركة في هذه الأوقات.
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.