قالت مسؤولة في وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، إنه من غير المرجح أن تكون المدارس في مخيم عين الحلوة في لبنان متاحة لبدء العمل مع انطلاق الموسم الدراسي المقبل.
جاء ذلك في تصريحات أدلت بها هدى السمرا، المتحدثة باسم "الأونروا"، بعد استيلاء مسلحين على 8 من المدارس التي تديرها الوكالة في المخيم، الذي شهد الأسبوع الماضي اشتباكات دامية أسفرت عن مقتل 14 شخصا وإصابة العشرات.
وقالت السمرا: "العام الدراسي سيبدأ في الأسبوع الأول من تشرين الأول (أكتوبر) المقبل، إلا أنه من غير المرجح أن تكون المدارس في مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين المخصصة لـ 5,900 طفل متاحة في بداية العام الدراسي، بسبب الأضرار الكبيرة التي لحقت بها جراء الأحداث الأخيرة".
وأضافت: "الأونروا تقوم حاليًا باتخاذ تدابير لاستضافة أكثر من 3,000 طفل في مدارسها في المناطق المجاورة للمخيم باعتماد نظام الدفعتين"، لافتة إلى أنه "بالنسبة لبقية أطفال المدارس، قد تحتاج الأونروا إلى البحث عن مبانٍ مؤقتة عامة أو خاصة للطلاب، وسيكون ذلك مكلفًا للوكالة ومربكًا لأطفال المدارس في عين الحلوة وعائلاتهم".
ولفتت السمرا إلى أن "الأونروا علقت مؤقتًا تقديم الخدمات في المخيم لمدة يوم واحد فقط في 18 آب/ أغسطس احتجاجًا على استمرار احتلال المسلحين لمدارسها، واستأنفت الخدمات مرة أخرى في الجزء المتاح من المخيم، وتدير مركزًا صحيًا واحدًا، وتقوم بجمع النفايات وتزويد محطات الضخ لمياه المخيم بالوقود، وتستقبل اللاجئين في مكتب الإغاثة والخدمات الاجتماعية من أجل التسجيل والمساعدة".
وأشارت إلى أن "الأونروا تدير حاليًا عيادة مؤقتة من مدرسة قريبة تابعة لها في محيط المخيم لضمان توفير مساعدة إضافية لأن العيادة الثانية التابعة للوكالة داخل المخيم ما زالت مقفلة لأسباب أمنية وبسبب موقعها داخل المخيم في منطقة غير آمنة".
ولفتت السمرا إلى أنه "تم الاتفاق على إخلاء مجمع مدارس الأونروا في اللقاء الأخير الذي عقد في سفارة فلسطين، لكن لم يتم تحديد أي مهلة زمنية لذلك، كما لم يتم تحديد اجراءات الإخلاء".
وأوضحت أن "الوكالة تتابع الأمور مع كل الأطراف المعنية، وكانت قد أدانت في بياناتها الرسمية استخدام المجموعات المسلحة لمرافقها واستنكرت الأضرار الكبيرة التي تم الإبلاغ عنها في المرافق التي يجب أن يكون غرضها الوحيد توفير أماكن آمنة لتعليم للأطفال من لاجئي فلسطين الأكثر حاجة".
وكانت الأونروا قد دعت الجهات المسلحة إلى الإخلاء الفوري لمنشآتها في مخيم عين الحلوة، لضمان تقديم المساعدة الملّحة للاجئي فلسطين دون أي عوائق.
يذكر أن مخيم عين الحلوة شهد اشتباكات استمرت عدة أيام بين قوات الأمن الفلسطيني ومجموعات إسلامية متشددة، أدت إلى سقوط 14 قتيلا وأكثر من 60 جريحا، كما تسببت بأضرار في المباني والبنى التحتية لأكبر مخيم للاجئين الفلسطينيين في لبنان.