كشفت مصادر مصرية مطلعة على الوساطة التي تقودها القاهرة بين حكومة الاحتلال الإسرائيلي وفصائل المقاومة الفلسطينية، عن "اتصالات جرت بين المسؤولين عن الملفين الفلسطيني والإسرائيلي بجهاز المخابرات العامة المصرية، ونظرائهم في حكومة الاحتلال، من أجل السيطرة على المشهد المتوتر في الأراضي المحتلة، ومنع اندلاع مواجهة عسكرية جديدة.
وبحسب المصادر، فإن "المسؤولين في القاهرة، نقلوا رسائل متبادلة بين قيادتي حماس والجهاد الإسلامي من جهة، وحكومة الاحتلال من جهة أخرى".
وأوضح مصدر مصري، أن القاهرة "نقلت رسالة من حكومة الاحتلال، بأنه في حال استمرت أعمال المقاومة في الضفة الغربية، فإن قادة الحركتين وأنشطتها في قطاع غزة، لن يكونوا في منأى عن استهداف جيش الاحتلال".
وأضاف المصدر في حديثه لصحيفة "العربي الجديد"، أن "الرسالة الثانية التي نقلها المسؤولون في حكومة الاحتلال، عبر القاهرة، كانت متعلقة بالتنسيق بين حماس والجهاد من جهة، وإيران من جهة أخرى". ولفت إلى أن "هناك قناعة لدى المستويات الأمنية في حكومة الاحتلال، بأن تصاعد العمليات الأخير، سببه دعم إيراني كبير".
مع العلم أن مصادر في المقاومة الفلسطينية أول من أمس الأربعاء، إنّ قياداتها في قطاع غزة والخارج، وخصوصاً لبنان، اتخذت إجراءات أمنية "غير مسبوقة" في الساعات الأخيرة، خشية من "غدر" إسرائيلي في ضوء التهديدات التي أطلقها مسؤولون في جيش وحكومة الاحتلال.
ووفق المصادر فإن المقاومة وجهت رسائل للوسطاء بأنّ أي عدوان إسرائيلي أو عمليات اغتيال سيتم الرد عليها "دون حساب الكلفة الناتجة عن هذا الرد".
وكشف المصدر المصري أنه "في المقابل، طلبت مصر من حركتي حماس والجهاد خلال الأيام القليلة الماضية، الحد من التنسيق مع إيران، لمنع تصاعد الأحداث وانتقال المواجهات إلى قطاع غزة".
وأضاف: "في مقابل ذلك، أكدت فصائل المقاومة، في رسائلها عبر الوسيط المصري، عدم سريان التفاهمات الخاصة بالتهدئة في قطاع غزة، على أعمال المقاومة في الضفة الغربية".