تصاعدت نسبة الأمراض الخبيثة في صفوف الأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي في السنوات الأخيرة لتصل إلى 25 حالة، بسبب الإهمال الطبي المتعمد. ويشير ظهور أمراض خبيثة وأورام سرطانية في أجسام الأسرى في الآونة الأخيرة إلى خطورة الوضع الصحي لهم، وأن معظم هذه الأمراض يتم اكتشافها في وقت متأخر، بعد انتشارها بشكل كبير في أجساد المعتقلين. وتسود حالة غليان وتوتر أوساط المعتقلين، في أعقاب اكتشاف مرض السرطان في حالة متأخرة لدى الأسير ميسرة أبو حمدية في منطقة الرقبة والحنجرة، بحيث استشهد إثر ذلك. ومن بين هذه الحالات: الأسير معتصم رداد 27 عاماً سكان قرية صيدا قضاء طولكرم، محكوم 25 سنة، ويعاني من التهابات وأورام سرطانية في الأمعاء، ونزيف دموي حاد ومتواصل، وآلام شديدة أدت إلى إصابته بفقر الدم. وقد بدأ يشكو من هذه الآلام منذ بداية اعتقاله عام 2006، ولم يتم إجراء الفحوصات اللازمة له وإعطائه العلاج، ما أدى إلى تفاقم حالته الصحية. وتم مؤخراً علاجه بالكيماوي والمسكنات، وأبلغ من الأطباء أن مرضه دائم ولا يمكن الشفاء منه. وقال الأسير لمحاميه: "إن الأطباء قرروا إجراء عملية جراحية له لاستئصال جميع الأمعاء الغليظة والدقيقة، لكنه تردد بسبب عدم تأكده من نسبة نجاحها". والأسير عامر محمد بحر 31 عاما، من سكان أبو ديس، محكوم 10 سنوات، ويعاني هو الآخر من أوراوم خبيثة والتهابات حادة في الأمعاء والقولون، وإدارة السجون ماطلت في إعطاءه العلاج منذ عامين، ما أدى إلى تطور الالتهابات بشكل حاد لديه، وتفاقمت بسبب عدم تقديم العلاج له. وأفاد بحر بأنه بدأ ينزف الدماء خلال التبول، وزادت آلامه وشعوره بالتعب والإرهاق على مدار الساعة، وعندما نقل إلى مستشفى "سوروكا" تم إبلاغه أن عدم إعطاءه العلاج منذ البداية هو سبب تفاقم مرضه وسوء حالته، وأن الالتهابات في الأمعاء والقولون قد انتشرت بشكل كبير وأصبحت حادة. وأضاف أنه مكث في "مستشفى سجن الرملة" مدة 7 شهور، ولم يتم إعطاءه سوى الكرتزون، وازداد وضعه الصحي سوءً، حيث اعترفت طبيبة السجن بأن العلاج الذي كان يتعاطاه سابقاً هو علاج خاطئ، وأنه بحاجة إلى أخذ إبر كيماوي، ولا يتم ذلك إلا بمستشفى سوروكا. والأسير فواز بعارة 38 عاماً، سكان نابلس، محكوم 4 مؤبدات و47 عاماً، ويعاني من مرض السرطان الذي اكتشف بعد اعتقاله في منطقة الرأس والرقبة، وبدأت الآلام تنخر جسده شيئاً فشيئاً. وأوضح الأسير بعارة أن المرض الخبيث الذي تعرض له، كان بسبب وجوده في سجون تعتبر وباءً صحي على الأسرى، وفي ظل إهمال طبي ممنهج ومتعمد بحق المعتقلين، مشيراً إلى أن إدارة السجون رفضت طلبه بإدخال طبيب لإجراء الفحوصات اللازمة له، ويتم علاجه بالكيماوي ولكنه لم يشعر بتحسن في وضعه الصحي.
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.