أكد محللون وعسكريون سابقون وإعلاميون "إسرائيليون"، أن حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، وبعد 50 يومًا من الحرب على قطاع غزة، "لا تزال قوية وتعمل". منوهين إلى أنها "فرضت شروطها خلال الهدنة الحالية".
ونوه بعضهم في تصريحات عبر وسائل الإعلام العبرية، إلى أنهم لا يعرفون إن كانت "إسرائيل" ستعود للحرب مرة أخرى بعد هذه الهدنة أم أنها ستستسلم.
وأكملوا: "استسلام إسرائيل يعني سقوط الحكومة التي لن يصبح لوجودها أي مبرر. يحيى السنوار ليس غبيا وقد علمنا درسا".
وفيما يتعلق بوضعية حماس الحالية، قال الباحث الكبير في معهد الدراسات الاستراتيجية في جامعة "رايخمان" ميخائيل مليشطاين: إن الحديث عن مصطلح "نقطة الانكسار لا ينطبق على حماس".
وأضاف أن هذا المصطلح يشير إلى الدول التي يتشتت جيشها في لحظة معينة وتتوقف حكومتها عن العمل ولا يستمع الجمهور لأحد.
مؤكدًا أن هذا "لا ينطبق على حماس لأنها حزب سلطة ومنظمة سرية في نفس الوقت وهي ناجحة في أن تعمل حتى الآن رغم الضربات الرهيبة وغير المسبوقة".
سياسة تمديد الهدنة..
وقال إيهود حيمو الصحفي في القناة الـ 12، إن حماس تتبنى سياسة تمديد الهدنة وتذويب الحرب حتى وقفها لأنها أثبتت بعد 49 يومًا من الحرب أنها لا تزال قوية ومسيطرة على الساحة.
وأضاف: "ليس من السهل قول هذه الأمور لكنها الحقيقة، لأن كتائب عز الدين القسام نجحت في وقف إطلاق النار في الشمال والجنوب، حتى في المناطق التي يفترض أنها معزولة عن أي اتصال".
ونبه "حيمو" إلى أن "إدارة عملية تحرير المحتجزين تتم وكأنها عملية عسكرية بحتة، لأنهم أحضروا المفرج عنهم في الوقت المحدد والمكان المتفق عليه في خانيونس التي تبدو عاصمة ثانية لحماس بعد غزة".
وخلص إلى أن كل ما سبق "يعني أن حماس لن تجثو على ركبتيها قريبا".
لا بدائل موجودة للضفقة..
وقال جنرال الاحتياط تمير هايمان؛ وهو رئيس شعبة الاستخبارات السابق في جيش الاحتلال: "إننا نعلم سخرية وقسوة الطرف الآخر (حماس) وكل يوم سيشد الأعصاب ونحن بحاجة لوقت لكي نعرف الجيد من السيئ في هذه الصفقة".
وأضاف هايمان: "نحن نعلم ما بين أيدينا فقط لكننا لا نعرف ما البدائل الموجودة. نحن بحاجة للتفاوض خلال الحرب وسنعرف ما إذا كانت الصفقة جيدة أم لا بعد وقت عندما نعرف البدائل".
ويرى أن "إسرائيل حاليا واقعة في سخرية السنوار وسيركه القاسي، لكن لا توجد صفقة ثانية أفضل لكي تكون مقياسا".
واستطرد: "لا يوجد شيء اسمه الجميع مقابل الجميع، والحكومة نجحت في جلب أفضل صفقة حاليا".
التاريخ وضبابية مصير الأسرى..
بدوره، قال غيورا أيلاند؛ رئيس مجلس الأمن القومي السابق، إن الشيء المزعج والصادم الذي لا يركز عليه الإعلام الإسرائيلي هو أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو قال في مؤتمر صحفي إن الصليب الأحمر سيزور الأسرى والمحتجزين الذين لم يخرجوا بعد وهذا لم يحدث.
وتابع: "الآن لا قطر ولا حماس ولا مصر ولا الولايات المتحدة ولا الصليب الأحمر يقرون بأن هذا كان جزءا من الاتفاق".
واعتبر أن هذا الأمر "شديد الأهمية لأن التاريخ يثبت أن كل الأسرى الذين زارهم الصليب الأحمر في كل مكان بما في ذلك حرب الغفران (أكتوبر/تشرين الأول 1973) قد عادوا، وفي كل مكان لم يزرهم فإن كثيرا منهم لم يعودوا وهذا العنصر شديد الضبابية".