في سياق الدعم غير المحدود الذي تقدمه الولايات المتحدة الأمريكية للكيان الإسرائيلي ومعاقبة من يعاديه، تقدم الحزب الجمهوري في مجلس النواب بمشروع قانون يقضي بأن يتم معاقبة أي شخص يرتكب نشاطاً معادياً لإسرائيل في الجامعات الأمريكية بإرساله إلى غزة لمدة ستة أشهر على الأقل.
ويأتي ذلك بعد أسابيع من الاحتجاجات الطلابية التي شهدتها العديد من الجامعات الأمريكية انتصاراً لغزة، واحتجاجاً على جرائم الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل بحقهم وأدت إلى اعتقال العشرات وصدامات عنيفة بين الشرطة والطلاب المحتجين.
وقالت “قناة فوكس نيوز ” الأمريكية إن النائب آندي أوجلز، الجمهوري عن ولاية تينيسي، قدم مشروع القانون، يوم الأربعاء، إلى جانب النائبين راندي ويبر، الجمهوري عن تكساس، وجيف دنكان، الجمهوري الاشتراكي، ردًا على المظاهرات المستمرة المناهضة لإسرائيل في حرم الجامعات في جميع أنحاء البلاد.
طفح الكيل
وزعم “أوجلز” للشبكة أن الطلاب تركوا فصولهم الدراسية لمضايقة الطلاب الآخرين وتعطيل الأنشطة على مستوى الحرم الجامعي، بما في ذلك احتفالات التخرج بالجامعة في جميع أنحاء البلاد. لقد طفح الكيل”.
وأضاف: “لهذا السبب طرحت تشريعًا يقضي بإرسال أي شخص مدان بممارسة نشاط غير قانوني في حرم إحدى الجامعات الأمريكية منذ 7 أكتوبر 2023، إلى غزة لمدة ستة أشهر على الأقل”.
وفي سياق ردود الفعل على مشروع القرار الغريب من نوعه علق الداعية الأردني “إياد القنيبي” في تغريدة على حسابه بموقع “إكس” متسائلاً :”كأنهم يقولون: من يعادي إسرائيل سنحرمه من جنتنا أمريكا ونرسله إلى جحيمنا غزة”.
وأضاف مخاطباً المسؤولين الأمريكيين: “اخلعوا كل المكياج الكاذب الذي زينتم به أنفسكم عبر السنوات الماضية واظهروا على حقيقتكم أيها المجرمون”.
وتحولت العديد من تلك الاحتجاجات إلى أعمال عنف، مع وقوع اشتباكات بين الشرطة والناشطين ، بالإضافة إلى اعتقال مئات النشطاء في جامعات متعددة.
وفي حين أن نص مشروع قانون “أوجلز” لا يذكر إسرائيل أو الجماعات المناهضة لإسرائيل، فإنه يستهدف على وجه التحديد النشاط في الحرم الجامعي بعد 7 أكتوبر 2023، عندما شنت حماس هجوماً مفاجئاً زلزل الكيان الإسرائيلي.
توترات متصاعدة
ووفق الشبكة الأمريكية في التقرير الذي كتبته “إليزابيث إلكيند” سوف يُجبر المدانون على قضاء عقوبة خدمة المجتمع لمدة ستة أشهر على الأقل في غزة، حيث تشن إسرائيل حاليا عدوانا همجيا على غزة.
ومن المرجح أن يواجه مشروع القانون صعوبات غير مؤكدة في مجلس النواب، حيث يتمتع الجمهوريون بأغلبية ضئيلة بمقعد واحد فقط. وحتى لو تم إقراره، فمن المؤكد أن مجلس الشيوخ الذي يسيطر عليه الديمقراطيون سيتجاهله.
إلا أن هذا يشكل مثالاً على التوترات المتصاعدة التي تعصف بالولايات المتحدة بشأن الحرب التي تخوضها إسرائيل مع حماس.