في مقال جديد نشره رئيس جهاز الاستخبارات الإسرائيلية السابق، عاموس يدلين، عبّر عن مخاوفه بشأن المسار الذي تتخذه إسرائيل في حربها المستمرة في الشرق الأوسط.
يدلين، الذي شغل منصبا رفيعا في المؤسسة الأمنية الإسرائيلية، يسلط الضوء على ما يراه غيابا واضحا لرؤية استراتيجية تحقق أهداف الحرب الإسرائيلية.
وأشار يدلين في مقاله إلى أن إسرائيل تواجه عدة تحديات رئيسية لم تستطع التعامل معها بشكل فعال حتى الآن. فحركة حماس لم تُهزم، والأسرى الإسرائيليون لم يُعادوا إلى ديارهم، فيما يواصل حزب الله استنزاف قدرات الجيش الإسرائيلي في الشمال. إلى جانب ذلك، يذكر يدلين أن إيران تواصل تقدمها نحو امتلاك السلاح النووي، مما يزيد من تعقيد المشهد الأمني.
ويؤكد يدلين أن الإدارة الأمريكية تشعر بقلق متزايد إزاء هذا الوضع. فمن وجهة نظر واشنطن، تبدو إسرائيل منخرطة في حرب لا نهاية لها، تُضعف موقفها الاقتصادي والدبلوماسي دون تحقيق أي من أهدافها الاستراتيجية الواضحة. وعلى الرغم من التزام الولايات المتحدة بأمن إسرائيل، إلا أن يدلين يحذر من أن الولايات المتحدة لن تدعم أي تصعيد عسكري قد يؤدي إلى انفجار إقليمي، خصوصًا في ظل الانتخابات الأمريكية المقبلة.
كما يرى يدلين أن إسرائيل بحاجة ماسة إلى إعادة تقييم أهدافها الاستراتيجية، والتوصل إلى رؤية واضحة لإنهاء الصراع، بما يحفظ مصالحها الأمنية والسياسية. ويختتم مقاله بالتحذير من أن استمرار الحرب دون تحقيق نتائج ملموسة سيؤدي إلى ضغوط متزايدة من الولايات المتحدة لإنهاء القتال، حتى لو كان ذلك على حساب بعض الأهداف الإسرائيلية، مثل إعادة الأسرى.
وشدد يدلين على أن غياب الرؤية الإسرائيلية الواضحة للمرحلة المقبلة يُضعف قدرة الدولة على التعامل مع التحديات الإقليمية، وعلى رأسها التهديد الإيراني.
